باب ما جاء في حق الجوار3
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن شرحبيل بن شريك، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره»: هذا حديث حسن غريب وأبو عبد الرحمن الحبلي اسمه عبد الله بن يزيد
في هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "خَيرُ الأصحابِ عند اللهِ"، أي: أكثرُهم ثوابًا وأجرًا عند اللهِ "خيرُهم لصاحبِه"، أي: ببَذْلِ النَّصيحةِ ورَفْعِ الكَرْبِ عنه، وكافَّةِ صُوَرِ الإحسانِ والتَّعاونِ مِن الصَّاحبِ لصاحبِه، وخيرُ "الجيرانِ"، أي: المقارِبِ للمَسكنِ "عندَ اللهِ"، أي: أكثَرُهم ثَوابًا وأجرًا عند اللهِ "خيرُهم لجارِه"، أي: بالإحسانِ إليه، وكفِّ الأذَى عنه، ورفْعِ ما به مِن كُربٍ، وإهدائِه مِن الطَّعامِ، وكافَّةِ صُورِ الإحسانِ والتَّعاونِ مِن الجارِ لجارِه.
وفي الحديثِ: الترغيبُ في إحسانِ المعاملةِ مع الأصحابِ والجيرانِ، وبيانُ أنَّ خيرَ النَّاسِ لأصحابِه وجيرانِه مِن أفضلِ النَّاسِ عندَ اللهِ سبحانه وتعالى؛ فهو بمنفَعتِه لأصحابِه وجيرانِه يَدخُلُ في أبوابٍ كثيرةٍ مِن الخيرِ حثَّنا الإسلامُ على فِعلِها.