‌‌باب ما جاء في الجمة واتخاذ الشعر2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في الجمة واتخاذ الشعر2

حدثنا هناد قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، وكان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة»: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقد روي من غير وجه، عن عائشة أنها قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد»، ولم يذكروا فيه هذا الحرف، «وكان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة» وإنما ذكره عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ثقة حافظ، كان مالك بن أنس يوثقه ويأمر بالكتابة عنه
‌‌

حَضَّ الإسلامُ على الغُسْلِ والنَّظافةِ، ورغَّبَ في ذلك، فامتثَلَ لذلك مَن آمَن باللهِ سُبحانَه وتَعالى، فعَلِم ما في ذلك مِن الخيرِ للنَّاسِ في هذه الحياةِ الدُّنيا.
وفي هذا الحَديثِ تَحْكي عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها، فتَقولُ: "كنتُ أَغْتسِلُ أنا ورسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن إناءٍ واحدٍ"، يَأخُذانِ مِنه الماءَ، "ونحن جُنُبانِ"؛ يعني: مِن إثرِ جِماعٍ أو خروجِ منيٍّ، ويُطلَقُ عليه ذلك لتَجنُّبِه الصَّلاةَ، وبعضَ العباداتِ في تلك الحالةِ.
وفي الحديثِ: حُسْنُ أخلاقِه صلَّى الله عليه وسلَّم مع أهلِه ولُطفِ مُعاشَرَتِه.
وفيه: عدمُ التَّكلُّفِ في الغُسلِ مِن أكثرَ مِن إناءٍ للرَّجُلِ وزَوجتِه.