باب ما جاء في ذهاب البصر1
سنن الترمذى
حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم قال: حدثنا أبو ظلال، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يقول: إذا أخذت كريمتي عبدي في الدنيا لم يكن له جزاء عندي إلا الجنة " وفي الباب عن أبي هريرة، وزيد بن أرقم: " هذا حديث غريب من هذا الوجه، وأبو ظلال اسمه: هلال
نِعمةُ البصَرِ مِن أجَلِّ النِّعمِ على الإنسانِ؛ ولذلك عَظُم ثَوابُ مَن فقَدها وصبَر، وابتَغى الأجرَ في ذلك.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ اللهَ يقولُ: إذا أخَذتُ كريمَتَي عَبدي"، أي: عَينَيه، والمعنى أن يُصبِحَ هذا العبدُ أعمى في الدُّنيا، "لم يَكُنْ له جزاءٌ عِندي إلَّا الجنَّةُ"، وفي روايةٍ موضِّحةٍ: "إذا ابتَلَيتُ عَبْدي بحَبيبتَيه فصبَر"، وفي أخرى: "فصبَر مُحتسِبًا"، أي: إن صبَر واحتسَب ذلك، واستحضَر ما وعَد اللهُ الصَّابِرين مِن الثَّوابِ، والعمى مِن أعظَمِ البلايا، وأشَدِّها على الإنسانِ، فسيُجزِلُ اللهُ له ثوابَ صبرِه.
وفي الحديثِ: بيانُ فضيلةِ الصَّبرِ على البلاءِ، وأجرِه عِندَ اللهِ سبحانه وتعالى.