‌‌باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه4

سنن الترمذى

‌‌باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه4

حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا أبو خلدة قال: حدثنا أبو العالية، عن أبي هريرة، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «ممن أنت»؟ قال: قلت: من دوس. قال: «ما كنت أرى أن في دوس أحدا فيه خير»: «هذا حديث حسن صحيح غريب» وأبو خلدة اسمه: خالد بن دينار " وأبو العالية اسمه: رفيع "

كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يهتمُّ بالصَّحابةِ ومَعرفةِ أحوالِهم وشؤونِهم، فكانوا يَشعرونَ باهْتِمامِهِ بهم حتَّى يَشْعُرَ مَنْ يُحدِّثُه أنَّه أَفْضَلُهم عِنْدَه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو هريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "قال لي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ممَّنْ أَنْتَ"، أي: مِنْ أيِّ مكانٍ وقبيلةٍ؟ "قال قلتُ: "من دَوسٍ"، أي: من قَبيلةِ دَوسٍ، ودَوسٌ هو ابنُ عَدنانَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زهرانَ بنِ الأزدِ بنِ الغوثِ، وهي قبيلةٌ تَسكُن منطقةً بجبالِ السروات، "قال"، أي: النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "ما كنتُ أرى"، أي: أَظُنُّ "أنَّ في دَوسٍ أحدًا فيه خيرٌ" كأنَّ قبيلةَ دَوسٍ كانتْ بعيدةً عن قَبُولِ الهُدى بشِدَّةٍ، وكأنَّه يقولُ لأبي هريرةَ: أَنْتَ خيرُ مَنْ في قبيلتِكِ، وما كنتُ أَظُنُّ أنَّ فيهم مِثْلَكَ؛ وذلك لأنَّ أهلَها كانوا قد أعرَضوا عن الإسلامِ في بدايةِ الأمرِ؛ فدعا لهم رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال:" اللهمَّ اهدِ دَوسًا"، فأسْلَموا.
وفي الحديث: فَضيلةٌ ومنقبةٌ ظاهرةٌ لأبي هريرةَ رَضيَ اللهُ عنه.