باب ما جاء في رفع الصوت بالتلبية
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن خلاد بن السائب بن خلاد، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل، فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية» وفي الباب عن زيد بن خالد، وأبي هريرة، وابن عباس.: «حديث خلاد، عن أبيه حديث حسن صحيح»، وروى بعضهم هذا الحديث عن خلاد بن السائب، عن زيد بن خالد، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح، والصحيح هو عن خلاد بن السائب، عن أبيه، وهو خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري، عن أبيه
التَّلبِيَةُ مِن شَعائرِ الحجِّ، ورَفْعُ الصَّوتِ بها إظهارٌ لهذه الشَّعيرةِ العظيمةِ، وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "أتاني جِبْريلُ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم، فأمَرني"، يعني: أبلَغَني بأمرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وهذا إشارةٌ لعِظَمِ هذا الأمرِ، "أن آمُرَ أصحابي ومَن مَعي أن يَرفَعوا أصواتَهم"، يعني: في حُدودِ الاستِطاعةِ بغَيرِ ضَررٍ، "بالإهلالِ، أو قال: بالتَّلبيَة، والإهلالُ: هو رَفعُ الصَّوتِ بالتَّلبيَةِ، والتَّلبيةُ: هي قولُ: لبَّيكَ اللَّهمَّ لبَّيك.
وقولُه: "يُريدُ أحَدَهما"، أي: إنَّ راوِيَ الحديثِ يُخبِرُ في حَديثِه بلَفْظةٍ مِنهُما: الإهلالِ أو التَّلبيةِ؛ على الشَّكِّ.