باب ما جاء لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من قبل الحجاز
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا حسين بن محمد البغدادي قال: حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستخرج نار من حضرموت أو من نحو بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس» قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: «عليكم بالشام»: وفي الباب عن حذيفة بن أسيد، وأنس، وأبي هريرة، وأبي ذر وهذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر
للشَّامِ وما جاوَر بيتَ المقدِسِ فَضلٌ عظيمٌ، حتَّى أرشَد النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في كثيرٍ مِن أحاديثِه إلى الذَّهابِ إليها في وقتِ الفِتَنِ، كما في هذا الحديثِ، حيثُ يقولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ستَخرُجُ نارٌ"، وهي نارٌ على الحَقيقةِ، وقيل: المرادُ بها فِتنةٌ شَديدةٌ "مِن حَضْرَموتَ، أو مِن نَحوِ بحرِ حَضْرَموتَ"، حَضْرَموتَ مكانٌ باليَمَنِ، "قبلَ يومِ القيامةِ"، أي: يَحدُثُ ذلك قبلَ يومِ القيامةِ، "تَحشُرُ النَّاسَ"، أي: تَجمَعُهم وتَسوقُهم إلى مَكانٍ معيَّنٍ، فكلٌّ يَذهَبُ في جِهَةٍ ما، فسأَل الصَّحابةُ عمَّا يَفعَلون تُجاهَ ذلك، "قالوا: يا رسولَ اللهِ، فما تأمُرُنا؟"، أي: ما تأمُرُنا أن نفعَلَ تُجاهَ ذلك، فأجابهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقال: "علَيكُم بالشَّامِ"، أي: اذهَبوا إلى الشَّامِ، فلعَلَّ النَّارَ على كِلا المعنَيَين- وهما النَّارُ أو الفِتنةُ- تكونُ في الشَّامِ أخَفَّ؛ ولذا أمرَهم بالذَّهابِ إلى هناك.
وفي الحديثِ: فَضيلةٌ ومَنقَبةٌ للشَّامِ.
وفيه: اشتِدادُ البلاءِ على أهلِ الأرضِ قبلَ قيامِ السَّاعةِ.