باب ما جاء في صفة شجر الجنة2
سنن الترمذى
حدثنا عباس الدوري قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن فراس، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها» وقال: «ذلك الظل الممدود»
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ فِي الجَنَّةِ شَجَرَةً -قيل: هي طُوبى، أو سِدْرةُ المُنْتهى، أو شَجرةُ الخُلْدِ- يَسِيرُ الراكبُ في ظِلِّها، أي: يَمْشي الرَّاكبُ برَكوبَتِه في ذُراها ونَعيمها وناحيتِها. وفي الصَّحيحينِ من حديثِ أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه: «يسيرُ الرَّاكِبُ الجَوَادَ» وهو الفَرَسُ السَّرِيعُ، «المُضَمَّرَ» أي: القَوِيَّ، وإضمارُ الخَيلِ: عَلفُها حتَّى سَمِنتْ وقَوِيَتْ، ثمَّ قُلِّلَ علفُها بقَدْرِ القُوتِ وأُدخِلتْ بيتًا وغُشِّيَتْ بالأغطِيَةِ، حتَّى حمِيتْ وعَرِقتْ، فإذا جَفَّ عرَقُها خفَّ لَحْمُها وقَوِيتْ على الجريِ، «مِائَةَ عامٍ لا يَقْطَعُها»، أي: لا يصِلُ إلى نِهايتِها مع سَيرِه هذه المدَّةِ؛ مُبالغةً في امتدادِ ظِلِّها.
وفي الحَديثِ: بَيانُ سَعَةِ الجنَّةِ وعِظَمِ خَلْقِها.