باب ما جاء في فضل التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد1
سنن الترمذى
حدثنا عبد الله بن أبي زياد قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما على الأرض أحد يقول: لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر: «هذا حديث حسن غريب» وروى شعبة، هذا الحديث عن أبي بلج، «بهذا الإسناد نحوه ولم يرفعه» وأبو بلج اسمه: يحيى بن أبي سليم، ويقال: ابن سليم أيضا " حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وحاتم يكنى أبا يونس القشيري. حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي بلج، نحوه ولم يرفعه
ذِكرُ اللهِ ودُعاؤُه مِن أفضَلِ العِباداتِ، به تُغفَرُ الذُّنوبُ وتُكفَّرُ الخَطايا، ويَكونُ العبدُ قريبًا مِن اللهِ سُبحانَه وتَعالَى.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو: "ما على الأرضِ أحدٌ"، أي: لا يُوجَدُ على ظَهرِ الأرضِ أحدٌ "يَقولُ" هذا الدُّعاءَ والذِّكرَ، وهو: "لا إلهَ إلَّا اللهُ"، أي: لا مَعبودَ بحقٍّ إلَّا اللهُ؛ فلا يَستَحِقُّ العبادةَ غيرُه، "واللهُ أكبَرُ"، أي: يُكبِّرُ اللهَ، والمعنى: أنَّ اللهَ أكبَرُ مِن كلِّ شيءٍ، "ولا حولَ ولا قوَّةَ"، أي: لا حِيلةَ في دَفْعِ السُّوءِ والمكروهِ، ولا قوَّةَ على جَلْبِ خيرٍ "إلَّا باللهِ"، وقيل: لا حولَ عن الوقوعِ في الذَّنبِ، ولا قوَّةَ على طاعةِ اللهِ "إلَّا باللهِ"، أي: بإذنِه وإرادتِه، فإنَّه لا يقولُ أحدٌ هذا الدُّعاءَ والذِّكرَ تَقرُّبًا للهِ "إلَّا كُفِّرَتْ عنه خَطاياه"، أي: كان جَزاؤُه أن تُمْحى وتُزالَ سيِّئاتُه، "ولو كانت"، أي: هذه السَّيِّئاتُ "مِثلَ زبَدِ البَحرِ"، وهي الرَّغوةُ الَّتي تَعْلو سَطحَ البحرِ، وهذا يَعْني الكثرةَ، والمقصودُ إنْ بَلَغَت خطاياه وذُنوبُه في كَثرتِها زبَدَ البحرِ.
وفي الحديثِ: فَضلُ هذا الدُّعاءِ في مغفرةِ الذُّنوبِ.