باب ما جاء ما أسكر كثيره فقليله حرام1
سنن الترمذى
حدثنا قتيبة قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، ح وحدثنا علي بن حجر قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن داود بن بكر بن أبي الفرات، عن ابن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما أسكر كثيره فقليله حرام» وفي الباب عن سعد، وعائشة، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، وخوات بن جبير: هذا حديث حسن غريب من حديث جابر
العقلُ مَناطُ التَّكليفِ؛ ولذا اهتمَّ به الإسلامُ، ونهى عن كلِّ ما يُفسِدُه ويُغيِّبُه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "كلُّ مُسكِرٍ"، أي: كلُّ ما غيَّب العقلَ "حرامٌ"، أي: أمَر اللهُ بمَنعِ شُربِه وتَجرُّعِه، "ما أسكَرَ الفَرَقُ منه"، والْفَرَقُ- بفتح الرَّاء- مِكْيالٌ يسع لكميَّةٍ كَبيرةٍ، يسَعُ سِتَّةَ عشَرَ رِطْلًا، والرِّطلُ اثْنا عشَرَ مُدًّا وثلاثةُ آصُعٍ عِندَ أهلِ الحجازِ، وقيل: الفَرَقُ خمسةُ أقساطٍ، والقِسْطُ نِصفُ صاعٍ، وأمَّا الفَرْقُ بالسُّكونِ فمِئةٌ وعِشْرون رِطْلًا، "فمِلْءُ الكفِّ منه حرامٌ"، أي: إذا أسكَر كثيرُه؛ فقليلُه- وهو مِلءُ الكفِّ- حرامٌ.