باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه واسمه عبد الله بن عثمان ولقبه عتيق2
سنن الترمذى
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن عمر بن الخطاب، قال: «أبو بكر سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم»: «هذا حديث صحيح غريب»
كان الصَّحابةُ الكِرامُ يَعرِفونَ قَدْرَ بَعضِهم، ويَتمَثَّلونَ قَواعدَ الإسْلامِ في كلِّ أحْوالِهم مِن ذلك، ويَعلَمونَ أنَّ التَّقْوى هي أساسُ الرِّفْعةِ والتَّميُّزِ، فكان بِلالُ بنُ رَباحٍ رَضيَ اللهُ عنه مُؤذِّنَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان صادِقَ الإسْلامِ طاهرَ القَلبِ، عُذِّبَ في اللهِ عَذابًا شَديدًا، وقدْ كان رَضيَ اللهُ عنه عَبدًا حَبَشيًّا -ولا يضُرُّه ذلك؛ فالإسلامُ لا يُفرِّقُ بيْن النَّاسِ إلَّا بالتَّقْوى- فاشْتَراه أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رَضيَ اللهُ عنه، ثمَّ أعتَقَه، فكان عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه يقولُ: «أبو بَكرٍ سيِّدُنا»، فأبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه أفضَلُ هذه الأمَّةِ بعْدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، «وأعتَقَ سيِّدَنا» يَعني بِلالًا، قال ذلك تَواضُعًا، أو معناهُ: أنَّه مِن ساداتِ هذه الأمَّةِ، وليس هو أفضَلَ مِن عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه.
وفي الحَديثِ: تَواضُعُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه.
وفيه: إطْلاقُ كَلمةِ «سَيِّدٍ» على أهلِ الفَضلِ.
وفيه أنَّ الأفاضِلَ همُ الَّذين يَعرِفونَ لأهلِ الفَضلِ فَضلَهم.