‌‌باب ما جاء في الجلوس بين الخطبتين

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في الجلوس بين الخطبتين

حدثنا حميد بن مسعدة البصري قال: حدثنا خالد بن الحارث قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة، ثم يجلس، ثم يقوم، فيخطب»، قال: مثل ما تفعلون اليوم، وفي الباب عن ابن عباس، وجابر بن عبد الله، وجابر بن سمرة: «حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، وهو الذي رآه أهل العلم أن يفصل بين الخطبتين بجلوس»
‌‌

خُطبَةُ الجُمُعةِ شَعيرةٌ عظيمةٌ مِن شَعائرِ الدِّينِ، ويُحرَصُ فيها علَى الإبلاغِ وإسْماعِ الحاضِرينَ؛ ليَتعلَّموا من الخَطيبِ ما يُقَرِّبُهم إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، وما يُرغِّبُهم فيما عِندَ اللهِ تعالى مِن الثوابِ، وما يُحوِّفُهم مِن عِقابِه بالمواعِظِ المُؤثِّرةِ.

وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه عن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في خُطبةِ الجُمُعةِ، وأنَّها تَتكوَّنُ مِن خُطبَتَينِ قبْلَ الصَّلاةِ، يَعِظُ فيهما النَّاسَ، ويُعلِّمُهم مِن أُمورِ دِينِهم ودُنْياهم، وكانت صِفَتُهما: أنْ يَقِفَ لهما على المِنبرِ، ويَفصِلَ بيْنَهما بجِلسةٍ خَفيفةٍ للاستِراحةِ، ويَكونَ مُقبِلًا على النَّاسِ بوَجْهِه، ومِثلُها خُطبةُ العيدَينِ، إلَّا أنَّها تَكونُ بعْدَ الصَّلاةِ، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أوَّلِ أمْرِه يَقِفُ على جِذْعِ نَخلةٍ، ثمَّ تحَوَّلَ منه إلى المِنبرِ.