باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا، وكثرة عطائه
بطاقات دعوية
حديث جابر رضي الله عنه، قال: ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قط، فقال: لا
كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وأجودهم وأكرمهم، وكان يبذل أمواله فيما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى
وفي هذا الحديث يخبر جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما طلب منه شيء من متاع الدنيا، وغيرها مما يستطيع في أي وقت تقديمه، «فقال: لا»؛ فإما أن يعطي ما يطلب منه إن كان عنده، وإلا سكت، أو اعتذر ودعا، أو وعد أن يقضي حاجة السائل عند توفرها، والحاصل أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يرد سائلا بدون عذر، وليس المراد أنه لم ينطق كلمة «لا» قط في حالة العذر والعسر. وقد ورد في الصحيحين أنه لما جاءه نفر من الأشعريين يطلبون منه دواب لتحملهم، قال صلى الله عليه وسلم: «والله لا أحملكم، وما عندي ما أحملكم»، ووجه الجمع بين الحديثين: أن يخص من عموم حديث جابر بما إذا سئل ما ليس عنده، والسائل يتحقق أنه ليس عنده ذلك، أو حيث كان المقام لا يقتضي الاقتصار على السكوت من الحالة الواقعة، أو من حال السائل؛ كأن يكون لم يعرف العادة، فلو اقتصر في جوابه على السكوت مع حاجة السائل لتمادى في السؤال مثلا، ويكون القسم على ذلك تأكيدا لقطع طمع السائل
وفي الحديث: بيان كرم النبي صلى الله عليه وسلم، وحسن خلقه