باب ما يقول بين السجدتين
سنن الترمذى
حدثنا سلمة بن شبيب قال: حدثنا زيد بن حباب، عن كامل أبي العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: «اللهم اغفر لي، وارحمني، واجبرني، واهدني، وارزقني»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كثيرَ الدُّعاءِ والتَّقرُّبِ إلى ربِّه، وكان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم يُردِّدون تلك الأدعيةَ ويُعلِّمونها لِمَن بعدَهم.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَقولُ بينَ السَّجدَتَيْنِ"، أي: كان يَدْعو في الجِلْسةِ الَّتي بينَ السَّجدتَيْنِ في الصَّلاةِ دُعاءً وهو دُعاءٌ جامعٌ شاملٌ أمرَ الدُّنيا والآخِرَةِ، "اللَّهمَّ اغفِرْ لي"، أي: امْحُ ذُنوبي وما كان مِن سيِّئاتٍ، "وارحَمْني"، أي: أَنزِلْ عليَّ رحمتَك بقَبُولِ عمَلي وعِبادتي، "وعافِني" في الدِّين والدُّنيا؛ مُعافاةً مِن المعاصي، وعافيةً في البدَنِ، "واهدِني"، أي: هِدايةَ إرشادٍ ومُتابعةٍ على أمرِك للطَّاعاتِ، والثَّباتِ على دينِك، "وارزُقْني"، أي: اجعَلْ لي ما يَكْفيني في الدُّنيا، وفي الآخرةِ ارزُقْني وأعطِني الدَّرجاتِ العُلْيا، وهذه الأدعيةُ هي من تَضرُّعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لربِّه معَ عِلمِه بأنَّ اللهَ قد غَفَر له ما تقَدَّم مِن ذَنبِه وما تأخَّر، وهذا مِن مَزيدِ الشُّكرِ له سبحانَه، أو لتَعليم أُمَّتِه.