باب مقام الصبيان من الصف
حدثنا عيسى بن شاذان، ثنا عياش الرقام ، ثنا عبد الأعلى ، ثنا قرة بن خالد ، ثنا بديل ، ثنا شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، قال: قال أبو مالك الأشعري: «ألا أحدثكم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال: فأقام الصلاة، فصف الرجال، وصف الغلمان خلفهم، ثم صلى بهم، فذكر صلاته، ثم قال: هكذا صلاة، قال عبد الأعلى: لا أحسبه إلا قال: أمتي»
( ألا ) يحتمل أن تكون ألا للتنبيه وهو الظاهر ، ويحتمل أن تكون الهمزة للاستفهام ( قال ) أي أبو مالك ( فصف الرجال ) بالنصب أي صفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقال صففت القوم فاصطفوا ( وصف الغلمان ) أي الصبيان ( فذكر ) أي وصف أبو مالك ( صلاته ) أي كيفية صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثم قال ) رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هكذا صلاة . قال عبد الأعلى ) أي الراوي عن أبى مالك ( لا أحسبه ) أي لا أظن أبا مالك ( إلا قال ) أي ناقلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أمتي ) أي هكذا صلاة أمتي . والمعنى أنه ينبغي لهم أن يصلوا هكذا والحديث يدل على تقديم صفوف الرجال على الغلمان والغلمان على النساء ، هذا إذا كان الغلمان اثنين فصاعدا فإن كان صبي واحد دخل مع الرجال ولا ينفرد خلف الصف ، قاله السبكي . ويدل على ذلك حديث أنس فإن اليتيم لم يقف منفردا بل صف مع أنس . وقال أحمد بن حنبل : يكره أن يقوم الصبي مع الناس في المسجد خلف الإمام إلا من احتلم وأنبت وبلغ خمس عشرة سنة . وروي عن عمر أنه كان إذا رأى صبيا في الصف أخرجه وكذلك عن أبي وائل وزر بن حبيش قاله الشوكاني