باب مناقب الأنصار، وقول الله عز وجل: {والذين آووا ونصروا} 2
بطاقات دعوية
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يوم (بعاث) (1) يوما قدمه الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم -[المدينة 4/ 265]، وقد افترق ملؤهم، وقتلت سرواتهم (2)، وجرحوا، فقدمه الله لرسوله في دخولهم في الإسلام.
يومُ بُعاثَ هو يَومٌ تَقاتَلَ فيه الأوْسُ والخَزرَجُ، وبُعاثُ مَكانٌ قَريبٌ مِن المَدينةِ، وكان هذا القِتالُ قبْلَ قُدومِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدينةَ بخَمسِ سِنينَ.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمِنينَ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ هذا اليومَ كان يَومًا قدَّمَه اللهُ لرَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بمَعنى أنَّ هذا اليومَ كان خَيرًا للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولأهلِ الإسْلامِ؛ لأنَّ أهلَ المَدينةِ مِن الأوْسِ والخَزرَجِ شَعَروا باحْتياجِهم للإسْلامِ؛ لحَقْنِ دِمائِهم، ولأنَّه لو كان أشْرافُهم أحْياءً لاستَكْبَروا عن مُتابَعةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَمنَعَ حُبُّ رِياسَتِهم دُخولَ رَئيسٍ عليهم، فكان ذلك مِن جُملةِ مُقدِّماتِ الخَيرِ، وقدْ قدِمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المدينةَ وقدِ افتَرَقَ مَلَؤُهم، أي: جَماعَتُهم، وقُتِلَت سَرَواتُهم، أي: خِيارُهم وأشْرافُهم، فلمَّا دخَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَصالَحَ الأوْسُ والخَزرَجُ، ودَخَلوا في الإسْلامِ.