باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله تعالى عنهما
بطاقات دعوية
حديث عبد الله بن عمرو عن مسروق، قال: ذكر عبد الله عند عبد الله بن عمرو، فقال: ذاك رجل لا أزال أحبه بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله مسعود (فبدأ به) ، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل
يرفع الله سبحانه وتعالى بالقرآن من يشاء من عباده؛ فبه ينال المؤمن شرف الدنيا والآخرة، وقد نال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هذا الشرف في الدنيا، وما أعده الله تعالى خير وأبقى؛ فإنه رضي الله عنه كان من أقرأ الصحابة للقرآن
وفي هذا الحديث يخبر التابعي مسروق بن الأجدع أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ذكره بعض الناس عند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، فأخبر أنه ما يزال يحب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه منذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود -فبدأ به-، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل»، أي: اطلبوا القراءة على هؤلاء الأربعة، وذكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أولهم، وتخصيص هؤلاء الأربعة بأخذ القرآن عنهم؛ إما لأنهم كانوا أكثر ضبطا له وأتقن لأدائه، أو لأنهم تفرغوا لأخذه منه مشافهة، وتصدوا لأدائه من بعده؛ فلذلك ندب إلى الأخذ عنهم، لا أنه لم يجمعه غيرهم
قال عمرو بن العاص: «لا أدري بدأ بأبي أو بمعاذ»، أي: ذكر أبيا أولا أو معاذا
وفي الحديث: بيان منقبة لهؤلاء الصحابة الكرام
وفيه: أن القرآن يرفع أهله