باب من فضل عائشة رضي الله عنها6
سنن الترمذى
حدثنا القاسم بن دينار الكوفي قال: حدثنا معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، قال: «ما رأيت أحدا أفصح من عائشة»: «هذا حديث حسن صحيح غريب»
وفي هذا الحديثِ يَقولُ موسى بنُ طَلْحَةَ: "ما رأيتُ أحدًا أَفْصَحَ مِنْ عائشةَ"، أي: كان كلامُها واضحًا مُرتَّبًا جميلَ العبارةِ يُفْهِمُ مِنْ يَسْمِعُهُ، والفصيحُ: المُنْطَلِقُ اللِّسانِ في القولِ الذي يَعْرِفُ جَيِّدَ الكلامِ مِنْ رَديئهِ؛ وذلك أنَّها رضِيَ اللهُ عنها كانتْ ذاتَ عَقْلٍ وعِلْمٍ وَفِقْهٍ، فكانت تَعْرِفُ كلامَ العربِ وأشعارَهُم، مع عِلْمِها بسُنَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وَفِقْهِها في الدِّينِ، فكانتْ تُفْصِحُ وتُبينُ وتُجلِّي المسائلَ والأمورَ، حتَّى تَظْهرَ وتَتَّضِحَ ويَزولَ عنها الغموضُ.