باب نقش الخاتم
بطاقات دعوية
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يكتب إلى رهط أو أناس من الأعاجم (وفي رواية: الروم 3/ 235)، فقيل له: إنهم لا يقبلون (وفي رواية: لن يقرؤوا 7/ 53) كتابا إلا عليه خاتم، (وفي رواية: إلا أن يكون مختوما)، فاتخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتما من فضة نقشه محمد رسول الله [وقال:
"إني اتخذت خاتما من ورق، ونقشت فيه محمد رسول الله، فلا ينقشن أحد على نقشه"]، فكأني بوبيص أو ببصيص الخاتم، (وفي رواية: كأني انظر إلى بياضه 1/ 24) في إصبع النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو في كفه (وفي طريق: قال: فإني لأرى بريقه في خنصره). [قال أنس: كان خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - في يده، وفي يد أبي بكر بعده، وفي يد عمر بعد أبي بكر، فلما كان عثمان جلس على بئر أريس، قال: فأخرج الخاتم فجعل يعبث
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَكتُبُ الرَّسائلَ إلى مُلوكِ الأرضِ في زَمانِه يَدْعوهم إلى الدُّخولِ في الإسلامِ؛ عَساهم أنْ يَقبَلوا الهِدايةَ، فيَهْتدي بهم قَومُهم دونَ حرْبٍ، وكانت لهم تَقاليدُ في المُراسلاتِ.
وفي هذا الحديثِ يَذْكُرُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اتَّخَذَ خاتَمًا، ونَقَشَ عليه نَقشًا خاصًّا به، وهو (محمَّدٌ رَسولُ اللهِ)، وكانت كُلُّ كَلِمةٍ في سَطرٍ، وأعلاها لَفظُ الجَلالةِ، واتخذ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الخاتَمَ؛ لأنَّه كان يَختِمُ به رسائِلَه للمُلوكِ والأمَراءِ التي كان يَدْعوهم فيها إلى الإسلامِ، فَنَهَى النَّاسَ أنْ يَنقُشوا خَواتمَهم مِثلَه؛ لِئلَّا تَحصُلَ المَفسَدةُ ويَفوتَ المَقصودُ.
ثُمَّ ذَكَرَ أنَسٌ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه رأى بَريقَ الخاتمِ -يعني لمعانَه-؛ وذلك لصَفاءِ مَعدِنِهِ -وكان من الفِضَّةِ- في إصبَعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الخنْصَرِ.
وفي الحَديثِ: مَشروعيَّةُ اتِّخاذِ الخاتمِ -وما يُستجَدُّ مِنَ الوَسائِلِ- لتَوْثيقِ مُكاتَباتِ ووَثائقِ الدَّوْلةِ.
وفيه: دَلالةٌ على مَشروعيَّةِ مُكاتَبةِ الكُفَّارِ بما فيه مِن مَصالحِ الإسلامِ والمسلمينَ.
وفيه: مَشروعيَّةُ نَقْشِ الخاتمِ، ونقْشِ اسمِ صاحبِه عليه.
به فسقط، قال: فاختلفنا ثلاثة أيام مع عثمان (19)، فننزح البئر، فلم نجده].