باب وضع اليدين على الركبتين 1
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن بشر، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الزبير بن عدي، عن مصعب بن سعد، قال:
ركعت إلى جنب أبي فطبقت، فضرب يدي، وقال: قد كنا نفعل هذا، ثم أمرنا أن نرفع إلى الركب (2).
الصَّلاةُ أعْظَمُ أركانِ الإسلامِ بعْدَ الشَّهادتينِ، ويَنبغي المُحافَظةُ عليها وإقامتُها كما يُريدُ اللهُ عزَّ وجلَّ وكما أقامَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقد بيَّن النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هَيئاتِ الصَّلاةِ مِن رُكوعِ وسُجودٍ، وعَلَّمَها للصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم، ونقَلوها لِمَن بعدَهم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التابعيُّ مُصعَبُ بنُ سعدٍ أنَّه صلَّى بجِوارِ أبيه سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه، وطَبَّقَ بيْن كفَّيْه؛ وذلك بأنْ ألْصَقَ باطنَ اليَدِ اليُمنى بِباطنِ اليَدِ اليُسرَى، ووضَعَهما بيْن الفَخِذينِ فوقَ الرُّكْبَتينِ، فنَهاهُ والدُه رَضيَ اللهُ عنه عن تلك الهَيئةِ، وأخبَرَه أنَّ هذا كان في بِدايةِ الأمرِ جائزًا، وكانوا يَفعَلونه، فنَهاهُم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنه، وأمَرَهم بوَضْعِ اليدِ في الرُّكوعِ فوقَ الرُّكَبتينِ.
وفي الحديثِ: حِرْصُ الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم على سُنَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتَعليمِها أولادَهم.