باب وقت قيام النبى -صلى الله عليه وسلم- من الليل
حدثنا هشام بن عمار حدثنا الهقل بن زياد السكسكى حدثنا الأوزاعى عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة قال سمعت ربيعة بن كعب الأسلمى يقول : كنت أبيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آتيه بوضوئه وبحاجته فقال : « سلنى ». فقلت : مرافقتك فى الجنة. قال : « أوغير ذلك ». قلت : هو ذاك. قال : « فأعنى على نفسك بكثرة السجود ».
كان الصحابة حريصين على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم، والتعرف على معالي الأمور التي تدخل الجنة وتبعد عن النار، وكانوا من حبهم له يسألونه مرافقته في الجنة، وفي هذا الحديث يقول ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه: كنت أبيت، أي: من الليل، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته بوضوئه وحاجته"، أي: أحضرت له الماء الذي يتوضأ به، وما يحتاج إليه في أمر الطهارة وغيرها. فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "سل"، أي: اطلب مني حاجتك، أو ما تريده
فقلت: "أسألك مرافقتك في الجنة، أي: أكون قريبا منك ومصاحبا لك، قال: "أو غير ذلك؟!"، أي: هل تطلب طلبا غير ذلك، من أمور الدنيا أو الآخرة؛ وذلك تأكيدا وتثبيتا لطلبه، أو لعل مراجعة النبي صلى الله عليه وسلم له في طلبه؛ ليتأكد من إصراره عليه
قلت: هو ذاك! أي: أن أكون رفيقك بالجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فأعني على نفسك بكثرة السجود"، أي: أعني على هذا الأمر حتى يحققه الله لك؛ فالزم كثرة السجود لله في الصلاة، في الفرائض والنوافل، وهذا السجود سبب لدخول الجنة ومرافقتك لي بها
وفي الحديث: الحث على كثرة السجود، والترغيب فيه، وذلك بإطالة السجود وكثرة الصلاة
وفيه: بيان حرص الصحابة على السؤال عن معالي الأمور وما يدخل الجنة