باب ومن سورة الكوثر2
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا سريج بن النعمان قال: حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينا أنا أسير في الجنة، إذ عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ، قلت للملك: ما هذا؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاكه الله، قال: ثم ضرب بيده إلى طينة فاستخرج مسكا، ثم رفعت لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نورا عظيما ": «هذا حديث حسن صحيح قد روي من غير وجه عن أنس»
الكَوثرُ نهَرٌ مِنْ أنهارِ الجنَّةِ، أعطاه اللهُ لنَبيِّه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ زيادةً في إكرامِهِ ولُطفِه به وبأُمَّتِه، وهو مُتَّصِلٌ بالحَوضِ، وقد بشَّرَ به المولى تَبارَك وتعالى نَبيَّهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال له في مُحكَمِ التَّنزيلِ: {إِنَّا َأَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}.
وفي هذا الحَديثِ يَصِفُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهرَ الكوثرِ -كما رآهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رِحلةِ المعراجِ- فيَذكُرُ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتى نهرًا على حافَتَيه قِبابٌ مِن جَوهرِ اللُّؤلُؤِ المجوَّفِ، واللُّؤلؤُ: جَوهَرٌ نَفيسٌ معروفٌ. والقِبابُ جمعُ قُبَّةٍ، وهو بناءٌ سقفُهُ مُستديرٌ. فسأل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رفيقَ رِحلتِه جِبريلَ عليه السَّلامُ: ما هذا يا جِبريُل؟ فأجابه جبريلُ عليه السَّلامُ بأنَّه نَهرُ الكَوثَرِ الذي أعطاه اللهُ عزَّ وجَلَّ له. وسُمِّيَ بالكَوْثرِ لكَثرةِ مائِهِ وآنيَتِه، وعِظَمِ بَرَكتِه وخَيرِه وقَدْرِه.
وفي الحَديثِ: عظيمُ فَضلِ اللهِ على نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتكريمُه له.
وفيه: صِفةُ نَهرِ الكَوثَرِ.