بيعة الغلام
سنن النسائي
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام قال: حدثنا عمر بن يونس، عن عكرمة بن عمار، عن الهرماس بن زياد قال: مددت يدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام ليبايعني: «فلم يبايعني»
لا يُحاسَبُ الصَّبيُّ ولا يُكلَّفُ وهو دونَ سِنِّ البُلوغِ؛ فإذا ما بلَغ كُلِّف وجَرى عليه القلمُ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ الهِرْماسُ بنُ زيادٍ رَضِي اللهُ عَنه: "مدَدتُ يَدِي إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وأنا غُلامٌ لِيُبايِعَني، فلم يُبايِعْني"، وذلك لصِغَرِ سِنِّه، وأنَّه لم يُكلَّفْ بعدُ؛ حتَّى يُلزَمَ بمُوجِباتِ البيعةِ، والبيعةُ هي المعاقَدةُ والمعاهَدةُ على الالتِزامِ بما يُوجِبُه اللهُ ورسولُه، وتكون البيعةُ كما أخبَر عُبادةُ بنُ الصَّامتِ في رِوايةٍ مِن حديثٍ آخَرَ "على السَّمعِ والطَّاعةِ، في اليُسْرِ والعُسْرِ، والمَنشَطِ والْمَكْرَهِ، وألَّا نُنازِعَ الأمْرَ أهلَه، وأنْ نَقومَ بالحقِّ حيثُ كنَّا لا نَخافُ لومةَ لائمٍ"، وهذا ممَّا لا يَقْوَى عليه الصَّبيُّ بَعدُ، ولا يَدْري عِظَمَ هذا الأمرِ