حديث المغيرة بن شعبة 80
مستند احمد
حدثنا وكيع، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، سمعه من الشعبي، قال: شهد لي عروة بن المغيرة، على أبيه، أنه شهد له أبوه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان في سفر، فأناخ، وأناخ أصحابه، قال: فبرز النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته، ثم جاء، فأتيته بإداوة وعليه جبة له رومية، ضيقة الكمين، فذهب يخرج يديه، فضاقتا، فأخرجهما من تحت الجبة، قال: ثم صببت عليه، فتوضأ، فلما بلغ الخفين، أهويت لأنزعهما، فقال: «لا، إني أدخلتهما وهما طاهرتان» قال: فتوضأ، ومسح عليهما قال [ص:176] الشعبي: فشهد لي عروة، على أبيه شهد له أبوه على النبي صلى الله عليه وسلم
لَبِسَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كثِيرًا مِن أنواعِ الألبِسَةِ، فعلَّمَنا ما يَصلُحُ لُبْسُه، ونهانا عمَّا لا يَصلُحُ لُبْسُه
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ المغيرَةُ بنُ شُعْبَةَ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لبِسَ جُبَّةً"؛ وهي ثوْبٌ مَشقوقٌ مِن مُقدَّمِه يُلبَسُ فوْقَ الثِّيابِ، وغالبًا ما يكونُ واسِعَ الكُمَّينِ، "رُوميَّةً"، أي: مَصنوعَةً ببِلادِ الرُّومِ، وفي رِوايةٍ أُخرى: شامِيَّةً، وكانت الشَّامُ حينَها تحتَ حكْمِ الرُّومِ، فلا مُخالفَةَ بينَ الكَلِمَتَين، "ضيِّقَةَ الكُمَّين"، أي: كانتْ صِفَةُ تلك الجُبَّةِ الرُّوميَّةِ أنَّها ضيِّقةُ الكمَّينِ
وفي الحَديثِ: لُبْسُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لِباسًا مَصنوعًا في أرْضِ الرُّومِ
وفيه: الانتِفاعُ بما يَصنَعُه أهْلُ الكفْرِ