حديث جابر بن سمرة السوائي172
مسند احمد
حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: " كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قصدا وخطبته قصدا "
صلاته بعد تخفي
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَأمُرُ بتَيسيرِ العِبادَةِ، وعدمِ التَّكلُّفِ فيها، ويَضرِبُ المثَلَ بذلكَ بفِعلِه ليَقتديَ به كلُّ مُسلِمٍ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ سَمُرَةَ رَضِي اللهُ عنه أنَّه كان يُداوِمُ على أداءِ الصَّلواتِ الخَمسِ والجمُعَةِ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فكانتْ صَلاتُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قصْدًا، أي: وسَطًا بيْن الطُّولِ والقِصَرِ، وخُطبتُه قَصْدًا، فلا هيَ طَويلةٌ جدًّا، ولا قَصيرةٌ، بلْ هي مُناسِبةٌ للكَبيرِ والصَّغيرِ، غيرُ شاقَّةٍ على أحدٍ، وكان يَفعَلُ ذلك لئلَّا يُطوِّلَ على النَّاسِ.
وأمَّا ما أخرَجَه مُسلمٌ مِن حَديثِ عمَّارِ بنِ ياسرٍ رَضِي اللهُ عنه أنَّه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: »إنَّ طُولَ صَلاةِ الرَّجلِ، وقِصَرِ خُطْبتِه مَئِنَّةٌ مِن فِقهِه، فأطِيلوا الصَّلاةَ، واقْصُروا الخُطبةُ»؛ فالمرادُ هو أنَّ الصَّلاةَ تكونُ طَويلةً بالنِّسبةِ إلى الخُطبةِ، لا تَطويلًا يَشُقُّ على المأمومينَ.
وفي الحَديثِ: الحثُّ على عدَمِ إطالَةِ الخُطبةِ والصَّلواتِ الخَمْسِ.