حديث جابر بن سمرة السوائي23
مسند احمد
حدثنا حسين بن محمد، حدثنا أيوب يعني ابن جابر، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا الصلاة المكتوبة، ولا يطيل فيها، ولا يخف، وسطا من ذلك، وكان يؤخر العتمة "
مِن سَماحةِ هذا الدِّينِ أنَّه بُنيَ على التَّيسيرِ والتَّخفيفِ على المُكَلَّفينَ في جَميعِ أنواعِ العِباداتِ رَحمةً بهم وإحسانًا، ومِن أنواعِ التَّخفيفِ التَّخفيفُ في الصَّلاةِ، فيُشرَعُ لمَن يُصَلِّي بالنَّاسِ إمامًا أن يُخَفِّفَ بهم ولا يُطَوِّلَ ويَشُقَّ عليهم؛ حَتَّى لا يُنَفِّرَهم مِنَ الصَّلاةِ، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُرشِدُ الأئِمَّةَ إلى التَّخفيفِ بقَولِه وفِعلِه؛ فقد أمَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالتَّخفيفِ وأنكَرَ عليهمُ التَّطويلَ، وقال جابِرُ بنُ سَمُرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصَلِّي بنا، أي: بالصَّحابةِ، الصَّلاةَ المَكتوبةَ، أي: المَفروضةَ، ولا يُطيلُ فيها، ولا يُخِفُّ، وسَطًا مِن ذلك، أي: كان يُصَلِّي صَلاةً مُتَوسِّطةً، فيَقرَأُ فيها بقِراءةٍ مُتَوسِّطةٍ لا طَويلةٍ ولا قَصيرةٍ، وكان أيضًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُؤَخِّرُ العَتَمةَ.
وهيَ صَلاةُ العِشاءِ، والعَتَمةُ: هيَ ظُلمةُ اللَّيلِ، أي: أنَّه كان يُؤَخِّرُ صَلاةَ العِشاءِ.
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ التَّخفيفِ على النَّاسِ في الصَّلاةِ وعَدَمِ التَّطويلِ.
وفيه بَيانُ كيف كانت صَلاةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه مَشروعيَّةُ تَأخيرِ صَلاةِ العِشاءِ.
وفيه مَشروعيَّةُ تَسميةِ صَلاةِ العِشاءِ بالعَتَمةِ .