مسند أبي هريرة رضي الله عنه 559
مسند احمد
حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، وكان معمر، يقول: عن أبي هريرة - ثم قال بعد -، عن الأعرج، عن أبي هريرة، في زكاة الفطر: «على كل حر وعبد، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، فقير أو غني، صاع من تمر، أو نصف صاع من قمح» قال معمر: وبلغني أن الزهري، كان يرويه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
زَكاةُ الفِطْرِ تُطهِّرُ الصَّائِمَ ممَّا وقَع في صَومِه مِن تقصيرٍ، وتُغْني المساكينَ في يومِ عيدِ المسلِمين
وفي هذا الحديثِ يقولُ ثَعْلبةُ بنُ صُعَيرٍ رَضِي اللهُ عَنه: "قام رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم خَطيبًا"، أي: في النَّاسِ، "فأمَر بصَدَقةِ الفِطْرِ"، أي: بإخراجِ زَكاةِ الفِطْرِ، وفي روايةٍ: "خطَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم النَّاسَ قبلَ الفِطْرِ بيومَينِ"، أي: كَي يُعلِّمَهم أحكامَ زكاةِ الفِطْرِ، فبيَّنَها بقَولِه: "صاعِ تمرٍ"، والصَّاعُ: أربعَةُ أمدادٍ، والمُدُّ: مِقدارُ ما يَملَأُ الكفَّينِ، "أو صاعِ شَعيرٍ"، أي: مِن حَبِّ الشَّعيرِ، "عَن كلِّ رأسٍ"، أي: عن كلِّ شخصٍ - زاد عليٌّ، هو ابنُ الحسَنِ أحَدُ الرُّواةِ في حَديثِه: "أو صاعِ بُرٍّ"، و"البُرُّ": هو القمحُ، وقولُه: "أو قَمحٍ"، شكٌّ مِن الرَّاوي، "بينَ اثنَينِ"، أي: على كلِّ فردٍ مِنهُم نِصفُ صاعٍ إن أخرَجوا قَمحًا، "ثمَّ اتَّفَقا"، أي: راوِيَا الحديثِ عليُّ بنُ الحسَنِ ومحمَّدُ بنُ يَحيى في اللَّفظِ، فقالا: "عَن الصَّغيرِ والكبيرِ"، أي: يُخرِجُ المسلِمُ صدَقةَ الفِطرِ هَذِه عن الصَّغيرِ ممَّن تَلزَمُه نَفقتُه، ويُخرِجُها الكبيرُ عَن نَفسِه، وإن كان عاجِزًا أخرَج عنه وليُّه، ويُخرِجُها الحُرُّ، والعبدُ، أي: يُخرِجُها الحرُّ عَن نفسِه، والمملوكُ يُخرِجُها عنه سيِّدُه