حديث عبد الله بن سرجس10
مسند احمد
حدثنا هاشم بن القاسم، وأسود بن عامر، قالا: حدثنا شريك، عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس، قال: " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، ودخلت عليه، وأكلت من طعامه، وشربت من شرابه، ورأيت خاتم النبوة، قال هاشم: في نغض كتفه اليسرى، كأنه جمع فيها خيلان سود، كأنها الثآليل "
كانَ خاتَمُ النُّبوَّةِ بَينَ كَتِفَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو مما وُصِفَ به في الإنجيلِ والتَّوراةِ، فكانَ إحدى العَلاماتِ على نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وفي هذا الحَديثِ يَقولُ عَبدُ اللهِ بنُ سَرْجِسٍ رَضيَ اللهُ عنه: "رَأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ودَخَلتُ عليه وأكَلتُ مِن طَعامِه، وشَرِبتُ مِن شَرابِه" بمَعنى أنَّه خالَطَه حتى تَعرَّفَ إليه، وعَرَفَ مِن عاداتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكذلك مِن أوصافِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "ورَأيتُ خاتَمَ النُّبوَّةِ -قالَ هاشِمُ بنُ القاسِمِ، مِن رُواةِ الحَديثِ-: في نُغضِ كَتِفِه اليُسرى" على أعلى الكَتِفِ، وقيلَ: النُّغضُ هو العَظمُ الرَّقيقُ الذي على طَرَفِ الكَتِفِ، سُمِّيَ ناغِصًا أو ناغِضًا لِتَحرُّكِه، "كَأنَّه جُمْعٌ فيها خِيلانٌ سُودٌ" جَمعُ خالٍ: نُقطةٌ تَضرِبُ إلى السَّوادِ، وتُسَمَّى شامةً، وعليه شَعراتٌ مُجتَمِعاتٌ تُغَطِّيه "كَأنَّها الثَّآليلُ" جَمعُ ثُؤلولٍ، وهو خُرَّاجٌ صُلْبٌ يَخرُجُ على الجَسَدِ له نُتوءٌ واستِدارةٌ، وهي هذه الحَبَّةُ التي تَظهَرُ في الجَسَدِ مِثلَ الحِمَّصةِ فما دونَها.
وقد وَرَدتْ صِفةُ خاتَمِ النُّبوَّةِ في السُّنَّةِ الصَّحيحةِ أنَّه كانَ بارِزًا في حَجمِ بَيضةِ الطَّائِرِ أوِ الحَمامةِ.
في الحَديثِ: بَيانُ بَعضِ صِفاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الخِلْقيَّةِ.