حديث عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم 61
مستند احمد
حدثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا مشرح بن هاعان أبو مصعب المعافري، قال: سمعت عقبة بن عامر، يقول: قلت: يا رسول الله، أفضلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين؟ قال: «نعم، فمن لم يسجدهما، فلا يقرأهما»
السُّجودُ للهِ تعالَى مِن أعظَمِ العباداتِ التي تُقَرِّبُ العبْدَ مِن ربِّه؛ ففيه التَّذلُّلُ بين يَدَيِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وفي القرآنِ آياتٌ يقرؤُها المسلمُ فيسجُدُ خُضوعًا للهِ تعالى، وهو ما يُسمَّى (سُجودَ التِّلاوةِ)
وفي هذا الحديثِ إخبارٌ عن سَجدتَيْنِ في سورةِ الحجِّ حيثُ يَسألُ عُقْبَةُ بنُ عامرٍ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قائلًا: يا رسولَ اللهِ، أفي الحجِّ سَجدتانِ؟ أي: هل يوجَدُ في سورةِ الحجِّ سجدتانِ؟ قال: «نَعَمْ، ومَنْ لم يسجُدْهما فلا يَقْرَأْهُمَا»، أي: مَنْ لم يُرِدِ السُّجودَ فيهما فالأَوْلَى له ألَّا يَقْرَأَهما؛ لأنَّ الآياتِ التي فيها السَّجَداتُ شُرِعَتْ للتِّلاوةِ، والآيتان فيهما حَقُّ السُّجودِ، فمَنْ لم يُرِدْ أنْ يسجُدَ فلا يَقْرَأْهما، وهذا تأكيدٌ لضرورةِ السُّجودِ لِمَنْ قرأ آياتِ السَّجَداتِ، ووَجْهُ النَّهْيِ عن قراءتِهما أنَّ التِّلاوةَ إذا كانت سببًا لتضييعِ ما شُرِعَ من السُّجودِ، فالأَوْلَى تَرْكُ القراءةِ
والسَّجدتان في سورةِ الحجِّ هما: قولُه تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ…} الآية [الحج: 18]، وقولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77]