حد البلوغ
سنن النسائي
أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن عطية، أنه أخبره قال: «كنت في سبي قريظة، وكان ينظر، فمن خرج شعرته قتل ومن لم تخرج استحيي ولم يقتل»
البُلوغُ مَرحلَةٌ يَنتقِلُ فيها الغُلامُ أو الجاريَةُ إلى مَرحلَةِ التَّكليفِ والمؤاخذَةِ؛ ولذلك جعَلَ اللهُ للبُلوغِ عَلاماتٍ يُعرَف بها
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عطيَّةُ القُرَظِيُّ: "كنتُ مِن سبْيِ بَني قُرَيظَةَ"، أي: ممَّن أُسِرَ منهم في الحرْبِ وأُخِذَ في الغنيمَةِ، "فكانوا"، أي: الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم، "يَنظُرون"، أي: إلى عانَةِ مَن يَشتبِهون فيهِ هل هو بلَغَ أو لمْ يبْلُغْ فيَكشِفون عانتَه، "فمَن أنبَت الشَّعرَ" على العانَةِ، "قُتِلَ"؛ لأنَّه رجُلٌ يُحسَبُ في المقاتِلين، "ومَن لم يُنبِت" الشَّعرَ، "لم يُقتلْ"؛ لأنَّه صَغيرٌ
قال عطيَّةُ القُرَظِيُّ: "فكنتُ فيمَن لم يُنبِتْ" شَعرَ العانَةِ، "وفي روايَةٍ" لهذا الحَديثِ، قال عطيَّةُ القُرَظِيُّ: "فكَشَفوا"، أي: الصَّحابَةُ، "عانَتي"؛ ليَنظروا هل بها شَعرٌ أم لا؛ والمُرادُ بالعانَةِ ما يكونُ فوْقَ الفرْجِ وحوالَيْهِ من الشَّعرِ، "فوجَدوها"، أي: العانَةَ، "لمْ تنبُتْ" ولم يظهَرْ عليها الشَّعْرُ، "فجَعلوني من السَّبْيِ"؛ من النِّساءِ والوِلْدانِ
وفي الحَديثِ: أنَّ إنْباتَ شَعرِ العانَةِ دليلٌ على البُلوغِ