ما افترض الله عز وجل على رسوله عليه السلام وحرمه على خلقه ليزيده إن شاء الله قربة إليه 5
سنن النسائئ
أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا أبو هشام وهو المغيرة بن سلمة المخزومي، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، قالت: «ما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء»
اختصَّ الله سُبحانَه وتعالَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بخصائصَ دون باقي الأُمَّةِ، فكما أُحِلَّ له بعضُ الأشياءِ؛ فقد أُوجِبَ عليه أُخرى دونَ الأمَّةِ، وممَّا خُصَّ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الزَّواجُ مِن أكثَرَ مِن أربعٍ
وفي هذا الحَديثِ تقولُ عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها: "ما تُوفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حتَّى أحَلَّ اللهُ له أن يَتزوَّجَ مِن النِّساءِ ما شاء"؛ وذلك أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ كان قد نَهَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عنِ الزِّيادةِ على نِسائِه اللَّاتي خيَّرهنَّ؛ مكافأةً لهنَّ على أنَّهنَّ اختَرْنَه، ثمَّ أباح اللهُ سبحانه وتعالى له الزَّواجَ بنَسْخِ حُكمِ النَّهيِ؛ ليُظهِرَ اللهُ عزَّ وجلَّ فَضْلَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عليهنَّ، ورِفعةً لشأنِه، ثمَّ مِن كريمِ شَمائلِه، وحُسْنِ أدَبِه مع ربِّه، ومع نِسائِه لم يَتزوَّجْ بعدَ ذلكَ حتَّى ماتَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم