الذي خلقك فسواك فعدلك
بطاقات دعوية
وُجُوبِ اخْتِصَاصِ الْخَالِقِ بِالْعِبَادَةِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ
فلا يعمل إلا له ، ولا يرجى إلا هو ، هو سبحانه الذي ابتدأك بخلقك والإنعام عليك بنفس قدرته عليك ومشيئته ورحمته من غير سبب منك أصلًا؛ وما فعل بك لا يقدر عليه غيره .
ثم إذا احتجت إليه في جلب رزق أو دفع ضرر : فهو الذي يأتي بالرزق لا يأتي به غيره ، وهو الذي يدفع الضرر لا يدفعه غيره.
كما قال تعالى :
{ أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور }
{ أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور } .
وهو سبحانه ينعم عليك ، ويحسن إليك بنفسه ؛ فإن ذلك موجب ما تسمى به ، ووصف به نفسه ؛ إذ هو الرحمن الرحيم ؛ الودود المجيد ؛
وهو قادر بنفسه ، وقدرته من لوازم ذاته ، وكذلك رحمته وعلمه وحكمته : لا يحتاج إلى خلقه بوجه من الوجوه ؛ بل هو الغني عن العالمين
{ ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم }
{ وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد }
وفي الحديث الصحيح الإلهي : { يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا ؛ ولو كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ؛ ولو قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي شيئا } إلى آخر الحديث.
فالرب سبحانه غني بنفسه ، وما يستحقه من صفات الكمال ثابت له بنفسه ، واجب له من لوازم نفسه ، لا يفتقر في شيء من ذلك إلى غيره ؛ بل أفعاله من كماله : كمل ففعل ؛ وإحسانه وجوده من كماله لا يفعل شيئا لحاجة إلى غيره بوجه من الوجوه ؛ بل كلما يريده فعله ؛ فإنه فعال لما يريد . وهو سبحانه بالغ أمره ؛ فكل ما يطلب فهو يبلغه ويناله ويصل إليه وحده لا يعينه أحد ، ولا يعوقه أحد ، لا يحتاج في شيء من أموره إلى معين ، وما له من المخلوقين ظهير ؛ وليس له ولي من الذل .