غزوة الهند
سنن النسائي
أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا زكريا بن عدي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن سيار، ح قال: وأنبأنا هشيم، عن سيار، عن جبر بن عبيدة، وقال عبيد الله: عن جبير، عن أبي هريرة، قال: «وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الهند، فإن أدركتها أنفق فيها نفسي ومالي، فإن أقتل كنت من أفضل الشهداء، وإن أرجع فأنا أبو هريرة المحرر»
الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ مِن أفضَلِ الأعمالِ والقُرُباتِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "عِصابَتان مِن أُمَّتي"، أي: جَماعَتان، ويُرادُ بلَفظِ العِصابةِ هنا: مُطلَقُ الكَثرَةِ لا الَّذي يَدُلُّ عليه اللَّفظُ وهو الجَماعَةُ مِن عَشَرةٍ إلى أربَعين، "أحرَزَهما اللهُ مِن النَّارِ"، أي: حَفِظَهما اللهُ منها ومِن عَذابِها، والمقصودُ: كلُّ مَن يَكونُ في هاتَينِ الجَماعَتينِ،
الأُولى: "عِصابةٌ تَغزو الهِندَ"، أي: تَخرُجُ مُجاهِدةً إلى أرضِ الهِندِ فتَغزوها، وسواءٌ ظَفِرَتْ أَم لا، وقيل: المقصودُ بهذه العصابةِ هي التي تكونُ مع المهديِّ المنتظَرِ الذي يَفتَحُ الهندَ، حتَّى لا يُوجَدَ فيها عابدُ بقرٍ، فيَدخُلونَ في الإسلامِ كافَّةً على يَدِه في آخِرِ الزَّمانِ، مع أنَّ المُسلِمينَ قدْ غَزَوْا بلادَ السِّندِ والهِندِ في زمَنِ مُعاويةَ وبني أُميَّةَ، وفَتَحوا بعضَ حُصونِها، وأقاموا شَريعةَ الإسلامِ، إلَّا أنَّ المهديَّ سوف يَفتَحُها فتحًا كاملًا ومعه هذِه العُصبةُ مِن المُسلِمينَ
والثَّانيةُ: "وعِصابةٌ تكونُ مع عيسى ابنِ مريمَ"، أي: حينَما يَخرُجُ آخِرَ الزَّمانِ لقَتلِ المسيحِ الدَّجَّالِ، فيُقاتِلون الدَّجَّالَ مع نبيِّ اللهِ عيسى عليه السَّلامُ
وفي الحديثِ: إخبارُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بأحْداثِ آخِرِ الزَّمانِ، وهو عَلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه