باب التشديد في الالتفات في الصلاة 1
سنن النسائي
أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زائدة، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة، فقال: «اختلاس يختلسه الشيطان من الصلاة»،
الصَّلاةُ عمودُ الدِّينِ، وهي عِبادةٌ بَدنيَّةٌ ورُوحيَّةٌ، ويَنبغي للمُسلِمِ أنْ يَتحلَّى فيها بالخُشوعِ والخُضوعِ، وألَّا يجعَلَ للشَّيطانِ نصيبًا منها؛ حتَّى لا تَبطُلَ صلاتُه، أو يَنقُصَ أجرُها
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المُؤمنِينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّها سألَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الالْتِفاتِ في الصَّلاةِ، والالْتِفاتُ هو تَحويلُ الوجهِ وتحريكُهُ يمينًا ويَسارًا في الصَّلاةِ، فأجابها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّه اختِلاسٌ يَختَلِسُه الشَّيطانُ مِن صَلاةِ العَبدِ، والاختِلاسُ هو الأخْذُ والخطْفُ بسرعةٍ، ومعناه: أنَّ الالتِفاتَ سَرِقةٌ يَسرِقُها الشَّيطانُ ويَخطَفُها مِن صلاةِ العَبدِ المُسلِمِ؛ لِيَشْغَلَه عن الخُشوعِ والخُضوعِ فيها، فيَنقُصَ أجرُه وثَوابُه، ورُبَّما أدَّى به إلى ما هو أكثَرُ مِن ذلك، فتَبطُلُ صَلاتُه كُلُّها، وفي هذا إشارةٌ إلى النَّهيِ عن الالْتِفاتِ في الصَّلاةِ