باب علامة موت المؤمن 2
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن معمر، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا كهمس، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المؤمن يموت بعرق الجبين»
شدَّةُ الموتِ وسكراتِه ليستْ بالضَّرورةِ دليلًا على العذابِ أو سوءِ الخاتمةِ
يُوضِّحُ هذا ما في الحديثِ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم:"المؤمنُ يموتُ بعرَقِ الجَبينِ"، قيل: هو عِبارةٌ عن شدَّةِ الموتِ حتَّى يَعرَقَ جَبينُه لِتَمحيصِ ذُنوبِه، أو لزِيادةِ درَجتِه، وقيل: هو علامةُ الخيرِ عندَ الموتِ، وقيل: هو كنايةٌ عن كَدِّ المؤمنِ في طلَبِ الحلالِ وتَضييقِه على نفسِه بالصَّومِ والصَّلاةِ حتَّى يَلْقى اللهَ تعالى، وقيل: يَعرَقُ جَبينُه حياءً بما جاءه مِن البُشْرى به عندَ موتِه، والجبينُ: الجبهةُ ومُقدَّمُ الرَّأسِ. ... وقد روَى أحمدُ وابنُ ماجه والترمذيُّ وغيرُهم عن سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضِي اللهُ عَنْه، قال: "سُئل النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: أيُّ النَّاسِ أشدُّ بَلاءً؟ قال: الأنبياءُ ثمَّ الأمثَلُ فالأمثلُ، يُبتَلى الرَّجلُ على حسَبِ دينِه، فإنْ كان صُلبًا في دينِه اشتدَّ بَلاؤُه، وإن كان في دينِه رِقَّةٌ هُوِّن عليه"