مبادرة الإمام 2
سنن النسائي
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا ابن علية قال: أنبأنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الله بن يزيد يخطب قال: حدثنا البراء وكان غير كذوب: «أنهم كانوا إذا صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه من الركوع قاموا قياما حتى يروه ساجدا، ثم سجدوا»
الصَّلاةُ في جَماعةٍ لها فضلٌ كبيرٌ وثوابٌ عظيمٌ، وإذا أرادَ العبدُ أنْ يَأخُذَ هذا الأَجرَ كامِلًا فعَلَيه أنْ يتَحلَّى بآدابِ الجَماعةِ ويتَعلَّمَ أحكامَها
وفي هذا الحديثِ يَحكِي البَراءُ بنُ عازبٍ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّهم"، أيِ: الصَّحابةَ رَضِي اللهُ عَنهم، "كانوا إذا رفَعوا رُؤوسَهم مِن الرُّكوعِ"، أي: قاموا مِن الرُّكوعِ، "معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، قاموا قِيامًا"، أي: قِيامًا طَويلًا، أو بَقُوا قائِمين، "فإذا رَأَوه قد سَجَد"، أي: رأى الصَّحابةُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قد سَجَد "سجَدوا"، أي: يَنتَظِرونَه قِيامًا، فلا يَسجُدونَ حتَّى يُكمِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم سُجودَه كامِلًا
وفي الحَديثِ: مُتابعةُ الإمامِ في الصَّلاةِ وعدَمُ سَبقِه أو مُساواتِه، وتنفيذُ الصَّحابةِ لنَهيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم في ذلك