محاضرة 36

بطاقات دعوية

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

 هذه المحاضرة هى السادسة والثلاثون من علم العقيدة،وقد ذكرتُ فى المحاضرة السابقة عدة أمورٍمنها:-

  • بينتُ فسادَ أن العقلَ يستقِلُ بالتشريع.
  • وكذلك بينت فساد أن العقلَ يُشارك الوحى فى التشريع.
  • وكذلك بينتُ فساد أن الوحىَّ يُعرضُ على العقل فما وافق العقل فهو المقبول وما خالفه فهو المتروك.
  • بينتُ ثمرة هذا الفساد عياذاً بالله تعالى وأنه يؤول إلى أن الوحى ما اُنزل إلا لتفريق الناس ولإغوائهم لا لهدايتهم.
  • وكذلك أن إرسال الرُسل لاقيمة له طالما أن العقلَ إما أنه مستقلٌ وإما أنه مشاركٌ وإما أنه ميزانٌ لوحى السماء.
  • بينتُ أن جميع الاحاديث التى تتضمنُ فضل العقلِ أحاديث موضوعة مُختلقة مكذوبة على نبينا صلي الله وسلم .
  • بينتُ كذلك أن الله هو الحَاكم ومنه الحُكم وأن حكمه تبارك وتعالى لا يتضمنُ إلا الحق﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ﴾ [سورة الأنعام:57].
  • بينتُ أن حكم الله عز وجل هو أن نعبده ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [سورة يوسف:40] وكما لا يخفى على حضراتكم أن العبادة اسمٌ جامع لكل ما يحبه الله تبارك وتعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة وبينتُ أن العبادة بهذا المعنى هو دين جميع الأنبياء والمرسلين بل هو دينُ الصالحين.
  • كذلك بينتُ أن الله عز وجل هو الحاكم فى الدنيا والآخرة بالنص كتاباً وسنة واجماع الأمة.

نبدء اليوم فى من نازعكم هذا الاعتقاد كيف تردون عليه؟

 سأذكر آيتين أو ثلاثة تبين المُراد والكلمة القليلة التى تصبُ فى عين المسألة خيرٌ من الكلام الكثير.

 الله عز وجل  يقول ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾  [سورة الشورى:21]

فالله عز وجل  هنا يقول ومنبهاً ومحذراً هل لهؤلاء شركاء شرعوا-انتبه –لهم من الدين أى أىِ مسألةٍ تخصُ هذا الدين من الأحكام العلمية أعنى العقيدة والأحكام العملية أعنى الحلال والحرام فهنا قيض الله عز وجل  شرط التشريع لأن الله  عز وجل  لابد وأن يأذن فيه فإن لم يُوجد هذا الإذن فليعلم الذى شرع شيئاً فى عقيدة المسملين فى باب الحلال والحرام فليعلم أنه أصبح نداً لله عز وجل  وقد بينتُ فى محاضراتٍ طالت أظنُ أكثر من ثلاثين محاضرة (القلب ومكانته فى التشريع ) وبينتُ قيمةَ العقل عند أهل السنة والجماعة وأن العقلَ آلةٌ تعمل فى غيرِهامثلُهَا كثملِ السكين وغيرها وهذا الغيرُ الذى يعملُ فيه العقل هو وحى الله تبارك وتعالى المُنزل من عنده على نبينا صلي الله وسلم.

 أما أهل البدع والضلال عياذاً بالله تعالى فإنهم يزعمون أن لهم عقولاً يتفكرون بها وكذبوا هذه العقولإما أنها عملت فى هوى النفس وإما عياذاً بالله تعالى عملت فى كلام افلاطون وارسطو وبقراط وسقراط هؤلاء الزنادقة الملاحدة الذى يقول عنهم الرازى بالنص (الامام افلاطون) نسأل الله السلامة والعافية فلابد من إذن الله عز وجل  فأىُ مسالةٍ تتكلمَ فيها تمسَ هذا الدين من قريب أوبعيد لابد وأن تُظهر الدليل الشرعى على صحةِ كلامك أؤكدُ هذا المعنى بالآية يقول المولى تبارك وتعالى:

﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ﴾[سورة يونس:59]

 فهذه الآية قاسمة لكلِ أهل البدع عياذاً بالله تعالى أعنى أن الله عز وجل  بين أنه ما من شىءٍ يمس هذا الدين إلا ويجب أن يُسبقَ بإذنٍ من الله عز وجل  وإذنه فى كتابه أو فى سنة نبيه صلي الله وسلم والعجب أن الله عز وجل  يقول لنا أن أى كلامٍ يُخالف هذا الدين هو من باب الإفتراء والإفتراءُ هو الكذب العمد عياذاً بالله تعالى فليحذر كلُ مسلم أن يتكلمَ فى دين رب العالمين فى أى مسألةٍ دقت أو جلت إلا ويُقيمُ عليها الدليل الشرعىَّ الذى يُثبتُ صحة كلامه أما  الكلام المُرسل أما الألفاظ العامة أما الألفاظ المُطلقة فهذه طريقةِ أهل البدع والضلال أهل السنة لا يتكلمون إلا بالخاص والمُقيد هذه أمور لابد وأن يعلمها لذلك يقول ابن القيم رحمه الله( علامة أهل البدع أنهم يستدلون بالعموميات مع وجود المُخصصات والمطلقات مع وجود المقيدات والمجملات مع وجود المبينات ) إلى غير ذلك من الكلام.

إذاً تحتجُ على هؤلاء فى أى كلمةٍ يقولوها أين دليلكم من كتاب الله عز وجل  ومن سنة نبينا صلي الله وسلم أخصُ بالذكرِ هؤلاء الضُلال الذين شاعوا فى البلاد أعنى فى بلادنا وفى غير بلادنا الذين انتحلوا المذهب الأشعرى وهذا أمر يخصهم ولكن العجب أنهم يناطحون الصخر أعنى أهل لاسنة والجماعة ويزعمون أن مذهب الأشاعرة هو مذهبُ أهل السنة والجماعة وكذبوا وكذبوا وكذبوا بالله والله وتاالله ويعلموا أنهم كاذبون فإن أئئمتهم الكبار كالباقلانى وغيره يقول أن مذهب أهل السنة والجماعة هو مذهب القرون الثلاثة الأولى وقال بعضهم هو مذهب القرون الخمسة الأولى فأين أنتم من هذا الكلام والباقلانى معلوم أنه أشعرى كبير نعم أنا أعلمُ أنه تاب رحمه الله فهذه قضية آخرى قد بينتها فى خمس وأربعين محاضرة وكُلها على القناة أعنى (الأشاعرة فى كلمات).

من نازعكم فى هذا الاعتقاد احتجوا عليه بقوله تعالى ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [سورة الأحزاب:36]

هذه الآيةُ قاسمة أىُ أحدٍ مؤمن حراً كان أم عبداً أىُ مؤمنة حرة كانت أم أمةً ﴿إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا﴾ وأمراً نكرة فى سياق الشرط إذا أفادت العموم أى إذا قضى الله ورسوله أى أمرٍ فى أى مسألة تمس العقيدة تمس الحلال والحرام تمسُ غير ذلك ﴿أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ أى ليس لك أن تختار بعد قضاء الله عز وجل  وبعد قضاء نبيه صلي الله وسلم فهذه الأمة أمةٌ منزوعة الاختيار بعد قضاء الله وبعد قضاء رسوله .صلي الله وسلم ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ كيف يعصيه ؟

 بالتقديم والتأخير نؤخر هذا يوافق هوانا نقدم هذا يوافق هوانا ما مصيرك؟

 قال تعالى ﴿فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ أنت ضال مُضل شئت أم أبيت لأنك لست مشرعاً المُشرع هو الله وفقط شاء من شاء وأبى من أبى شاء من شاء من الحُكام وأبى من أبى من الحُكام هذا لا يُعنينا فى شىء ، إياك أن يُلبسَ عليك ويقولوا كل الأدلة التى جئت بها أين السُنة فيها ؟

 قلتُ السنةُ مُنزلةٌ على نبينا صلي الله وسلم كما أنت القرآن مُنزل سواءٌ بسواء

 نعم ، لفظ القرآن وما تضمنه من أحكام من عند الله عز وجل .

 نعم ، سنة النبى صلي الله وسلم لفظُها من عند النبى وما تضمنه من أحكام من عند الله تبارك وتعالى وهذا بالنص والاجماع قد بيناه فى غير هذه الرُقعة ولكن لا بأسَ أن أُعرج على بعض النصوص التى تبينُ هذه القضية الكبيرى أعنى (أن السنة منزلةٌ من عند الله تبارك وتعالى كما أن القرآن مُنزلٌ سواءٌ بسواء) آية الأحزاب التى ذكرتها من قريب ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [سورة الأحزاب:36] فهذه الآيةُ نصٌ فى أن نبينا صلي الله وسلم أُعطىَّ حق التشريع المُمتضمن للتحليل والتحريم وهذه مما لا نزاعَ فيها البتة بين أمة محمد صلي الله وسلم حتى من أهل البدع والضلال وإن ركبوا رؤؤسهم وألفوا فى هذا الدين مهما إن قالوا هم يعلمون علم اليقين أن نبينا صلي الله وسلم بُعثَ فى هذه الأمة لتقريرالفطرة ولتكميلها بهذا الشرع المُنزل من عند الله عز وجل  ، نعم ، لذلك يقول المولى عز وجل  ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [سورة النساء:59]

فطاعة الله عز وجل  استقلالاً وكذلك طاعة النبى صلي الله وسلم استقلالاً ، طاعة الله تُؤخذ من كتابه وطاعة النبى تُؤخذ من سنته ووما لا شك فيه كلاهما كأحكامٍ من عند الله تبارك وتعالى على تفصيلٍ بينته فى مكانٍ آخر ، لذلك أؤكدُ هذا المعنى بالحديث الذى رواه أحمد رحمه الله وأبو داوود رحمه الله عن المقدام رضي الله عنه قال قال صلي الله وسلم ( يوشك أحدكم أن يتكىء على أريكته ويقول بيننا وبينكم كتابُ الله فما وجدنا فيه من حلالٍ استحللناه وما وجدنا فيه من حرامٍ حرمناه ألا-هنا الاستفتاحية- وإنى أُحرم كما حرم الله ألا وإن كل ذى نابٍ من السباع حرام) فكأن النبى صلي الله وسلم نظر بمنظار الغير وقطعا هذا وحىٌ من الله عز وجل  أنه سيأتى أقوام من بعده يقولون بينننا وبينكم كتاب الله إياكم أن تظنوا أن هذا الوصف فى القرآنيين فقط لا بل ورب الكعبة فى كل أهل البدع والضلال وأخصُ منهم المتكلمين أهل الكلام كالأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والجهمية والكرامية والجبرية والقدرية المشركية والقدرية الإبليسية وغير ذلك من أهل الضلال فإنهم نحوا سنة نبينا صلي الله وسلم بل نحوا ظاهر القرآن قولاً واحدً فإن من أصول الأشاعرة (أن من اعتمد ظواهر الآيات فهذا أصلٌ من أصول الكفر) عياذاً بالله تعالى هذه عقيدتهم لا نفتئت عليهم إنما هذا منطوقُ لسانهم ومكتوبُ بنانهم عياذاً بالله تعالى نسألُ الله السلامة والعافية من الخذلان بعد الهدى نبينا صلي الله وسلم يقولُها بصراحة (ألا وإنى اُحرم كما حرم الله ) نعم، هو وحىٌ من الله عز وجل  أو اقرارٌ من الله عز وجل  لأنه من المُمكن أن يجتهدَ فى نصٍ من كتابٍ ويوضح الحُكم كما سبق بيانه فى مكانٍ آخر ، لذلك هذا المعنى الخطير جاء فى رواية احمد ومسلم t على ما أظن عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال صلي الله وسلم (ألا وإنى أُتيت الكتاب ومثله معه ) وأنا أسأل ما هذا المِثل؟ قصص ارسطو وافلاطون عياذاً بالله تعالى الذى يقول عنه الرازى (الإمام افلاطون ) ما بقى إلا أن يقول تقى الدين افلاطون المُلحد افلاطون يُقال عليه أنه إمام سبحانك يارب!!

 فهذه الآية أعنى آية سورة النساء مما لا شك فيه تقطعُ دابر كل مُبتدع فى أى مسألةٍ من هذا الدين وهذا القطعُ لأننا أمةٌ منزوعةٌ الاختيار بعد قضاء الله عز وجل  وبعد قضاء نبيه صلي الله وسلم ، لذلك نجدُ أن الله عز وجل  يقول فى أول آية من سورة الحجرات ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ أى كونوا تبعاً كونوا تبعاً له لنبينا صلي الله وسلم كونوا تبعاً لله ولرسوله فى جميع الأمورفلا تُسرعوا فى الأشياء بين يديه أى قبله لا تتكلمون قبله فإن كان النهى عن الكلام قبل النبى صلي الله وسلم فأخبرونى بربكم عن من يُقدم رأيه على كلام الله عز وجل  وعلى سنة نبيه صلي الله وسلم أمرٌ عجيب لذلك الحديث المشهور الذى رواه احمد وابو داوود والترمذى وابن ماجة عن معاذ رضي الله عنه عندما بعثه النبى صلي الله وسلم إلى اليمن فقال (يامعاذ بأىِ شىءٍ تحكم قال بكتاب الله فإن لم تجد قال فبسنة رسول الله صلي الله وسلم قال فإن لم تجد قال أجتهد برأيى) انظركيف آخررأيه عن النص من كتاب الله ومن سنة رسول الله وهذا الرأى الذى سيقولهُ مُعتمد على الأصول العامة فى شريعتنا التى تضمنها الكتاب والسنة فما بالًكم بقومٍ يُقدمون اجتهادهم عياذاً بالله تعالى استنباطاً من كلام افلاطون وأمثال افلاطون وابن سينا المُلحد شيخ المُلحدين الضال وأمثاله ، أمرٌ فى غاية الغرابة نسألُ الله السلامة والعافية، لذلك نُذكركم بقوله تعالى وقد تكلمتُ فى هذه الآية تقريباً فى محاضرة كاملة ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [سورة النساء:65] وقلتُ أن هذه الآية الذى اعرفه فيها عشر مسائل قد وضحتها بشىءٍ من التفصيل كما نبهت ألا يُلبثَ عليك أين سنة النبى صلي الله وسلم؟

 أيضاً إياك أن يُلبسَ عليك بلفظ العقل فهؤلاء لا عقل لهم بل هى جهليات عياذاً بالله تعالى يأباها البليد يارجل لو سألت أشعرياً لو جئتُ بنقطة من الزيت تغلى فوُضعت على يدك ما الذى سيحلُ ليدك ؟

 قال ستحُرق

 فإن سألته ما الذى أحرق يدك؟

 أتدرى لو قال نقطة الزيت؟

 هو كافرٌ عند جميع الأشاعرة ، طيب ما الذى يحدث ؟

يقول لك أن الله أحدث حرقاً عندما ألتقى الزيتُ مع يدك وهذا هو كلام محمد ابن احمد العدوى المعروف بالدرير الذى يقول:

 ( ومن يقل بالطبع أو بالعلة فذاك كفر عند أهل الملة)

 أى عند الأشاعرة نسألُ الله السلامة والعافية ، أنا لم أتكلم عن الأشاعرة إلا فى التسعينيات وعن جميع أهل البدع إلا فى التسعينيات ولكن الهجمة الشرسة على أهل السنة والجماعة الهجمة الشرسة على السلفية غير المرجئين لايُمكن أن نسكتَ أبداً مهما ترتب على ذلك من متاعب نسألُ الله السلامة والعافية لنا ولكم.

إياك أن يُلبس عليكم أن العقل أن العقل أن العقل كلمتان خفيفتان ( العقلُ آلة تعملُ فى غيره وهذا الغيرُ عند جميع أهل السنة المُنزل من عند الله الكتاب والسنة ) فأقولُ فكما أن العينَ ألةُ لاترى إلا إذا سطعَ نوراً أمامها فكذلك رب الكعبة العقلُ آلة لا يرى إلا إذا سطع نورُ الوحىِ أمامه فهذه هى عقيدتُنا وهذا هو المُوافِقُ لكتاب الله ولسنة رسول الله صلي الله وسلم بل وعليها اجماعٌ قطعىَّ أنا أدرى أن أهل البدع والضلال يُنكرونَ أصلاً أن الاجماعَ مصدراً من مصادرالتشريع ، وهذه علامة من علامات ضلالهم ، لذلك لا تجد مبتدعاً أبداً ويُقرُ بالاجماع لأن كل ما خالفناهم فيه مما لا شك فيه الاجماع على خلافه وأعنى بالاجماع الاجماع القطعىَّ لا السكوتىَّ ولا الإستقرائي بل القطعىَّ وهذه معلومة لكل من أشتغل فى هذا العلم ، لذلك سأذكرُ بعض الأمثلة على ما يُسمى بالعقل لتعلموا كيف أفسدوا دينَ رب العالمين بدعوى العقل خذ مثلاً مثالاً:

الحديث الذى روى احمد رحمه الله عن عبد الله بن عمرو بن العاص k قال صلي الله وسلم (لا يُقتلُ مسلِمٌ بكافر)

قد يقول القائل هذه مسألة فقه من الذى فرق بين الفقه والعقيدة؟

 أنا

 كتاب الله

 سنة نبينا صلي الله وسلم

 عندنا كل مسألة عقدية مسألةُ حلال وحرام وكلُ مسألة حلالٍ وحرام هى مسألة عقدية لذلك يقول ابن القيم رحمه الله كما فى الاعلام (كلُ مسألةٍ علمية فهى مسألةٌ عملية وكلُ مسألةٍ عملية فهى مسألة علمية ) أما قال النبى صلي الله وسلم فى حديث عدىَّ ( أما كانوا يُحلون لكم الحرام فتحلونه قال بلى قال أما كانوا يُحرمون لكم الحلال فتحرمونه قال بلى قال تلك عبادُتهم )

فجعل الحلال والحرام عبادة وهى كذلك الذى يفصلُ بين العقيدة والفقه لا يفصلُ بينها إلا مُرجىء أو جاهل عياذاً بالله تعالى لا يدرى ماذا يخرجُ من أم رأسه هذه مسائل لابد وأن تُحسنَ عياذاً بالله تعالى فصلوا بين القلب والجارحة ثم فصلوا بين المسجد والشارع ثم فصلوا بين الدولة وبين الشريعة قصة معروفة وترتيبٌ معروف نسألُ الله السلامة والعافية واليوم العالمُ يتجهُ إلى الإلحاد واتخذوا الأشاعرة مطية فإن سألتنى قلتُ انظر إلى الشيشان فقد اجتمعوا هناك مع تلميذ (بوتين) رئيس الشيشان الأشعرى الذى يقول بالنص (لو رأيت سلفياً لقطعتُ رأسه بالسكين ) واجتمعوا وقالوا ما قالوا وهذا كلام لا يخفى على أحدٍ يطلعُ على الموضوع ،(لا يُقتلُ مسلمٌ بكافر) طيب حصلُ فى بلدٍ من البلاد التى تنتمى إلى الإسلام اسماً أن مسلماً قتل كافراً وطبعاً المراد هنا بالقتل القتل العامد فإذا بهم يقتلوا المسلم فقيل لهم لما ؟

قالوا ماذا نقول للغرب وأنا أسألك ياضال ماذا ستقول لله؟

 سؤال وجواب هل أنت خائف أن الغرب يلومكَ والله عز وجل  لم تخفَ منه أمرٌ فى غاية الغرابة نسألُ الله السلامة والعافية .

المثالُ الثانى / قال صلي الله وسلم (لا وصيةَ لوارث) رواه احمد وابو داود عن ابن عباسٍ وغيره.

(لا) هنا هى لا النافية للجنس الستة شروط لها متوفرة التى بيناها فى علم النحو ، طيب ما هى المشكلة؟

 إذاً لا وصية أى الوصية منعدمة أى لا وجود لها لا تنفع لو قلنا (لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب ) أى لا صلاة الصلاة معدومة أصلاً ولو جئت بسجدوها وبركوعها وقرأت ما قرأت لذلك لو قلت (لا سيارةَ فى الشارع) إذاً جنس السيارات غير موجود أما لو قلت (لا سيارةٌ فى الشارع)

قد تقول فى الشارع سيارتين هذا وارد لأن هذا نفى والأولى نفسي جنس فهنا يقول (لا وصيةَ لوارث) هذه فيها مشكلة فى لغة العرب ومع ذلك خرجَ علينا من خرج يقول يجوز الوصية لوارث إن كان مريضاً لا يُرجى برؤه سبحان الله!!

 فاقتطفها غيره وقال العرج من جملة المرض يعنى رجل أعرج ندخله فى الموضوع والآخر يقول والأعمى وهلم جرا فاخرجوا النص عن محتواه وأفرغوه من محتواه أصلاً فلا قيمةَ له بعد ذلك ، العجب أن هؤلاء القوم عياذاً بالله تعالى تركوا العلة والتى يُحارِبُها الله عز وجل  ويُحاربها نبيه صلي الله وسلم فى مئات النصوص أتدرى ما هى هذه العلة ؟

 ألا وهى دفع العداوة والبغضاء بين الناس بين المسلمين ، أىُ شىءٍ يُسبب عداوة وبغضاء يُحرمه الله عز وجل  قال صلي الله وسلم

(نعم أن تجمع بين المرأة وأختها)

 لأنه يسبب عداوة وبغضاء.

 قال صلي الله وسلم (لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه ) وقال صلي الله وسلم (لا يبع أحدكم على بيع أخيه)

لأنه يسبب عداوة وبغضاء ، أزالوا هذه العلة ووضعوا علة تُسمى الرحمة بالمريض لو سلمنا أن هذا رحمة للمريض الرحمة هذه ستسبب بيه وبين أخوته عداوة أيُهما تقدم يافقيه؟

 نقدم الرحمة ولا ننزع العداوة نسأل الله السلامة والعافية.

المثال الثالث / على قضية العقل حديث متفق عليه أى رواه الشيخان البخارى ومسلم رحمهم الله وأيضا رواه احمد ولا يحل لأحدٍ أن يقدم أحداً على أحمد أى حديث رواه احمد والبخارى ومسلم لابد وأن تقول رواه أحمد والشيخان ليس من العلم بل ولا من الأدب أن يُقدمَ أحدٌ على أحمد رحمه الله قال عن أبى هريرة قال صلي الله وسلم (دخلت امرأةٌ النار فى هرة ربطتها فلم تُطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت ) يعنى مثلاً دخلتها داخل غرفة وأغلقت الباب ولا يوجد معها أكل ولا مياه وتركتها حتى ماتت كانت النتيجة ماذا؟

هذه المرأة دخلت نار جهنم تصور ، وأنا أقول بملىء الفى فما بالنا بمن يفرض الحصار الإقتصادى على دولةٍ مسلمةٍ بأسرها فيموتُ أطفالها ونسائُها وشيوخها جوعاً وعطشاً ومرضاً ورب الكعبة أنتم أولى بنار جهنم من هذه المرأة فإن قتل نفس مؤمنة واحدة أهون عند الله يعنى زوال السماوات والأرض أهون عند الله من قتل هذه النفس فانظروا إلى هذا الحصار الذى يُفرض على كثيرٍ من بلاد المسلمين هذا الكلام جاء من أى باب؟

 هل من باب النصوص الشرعية؟

 لا، بل عارضوا هذه النصوص بمنتهى البساطة عارضوا هذه النصوص وقدموا ما يُسمونه بالعقل عقولٌ عفنة جاءت بنُخالة الأفكار وهواجس التصورات وسوانح الأراء عياذاً بالله تعالى ، نعم عُورضت هذه النصوص بهذه العقول ويزعمون أن العقلَ هو الحُجة نسألُ الله السلامة والعافية ، امرأةٌ تدخل النار فى هرة ويريدون ألا يدخلوا الذين يُميتون الناس ليل نار بأن منعوا عنهم الأكل والشرب والدواء وعلى فكرة هناك ألوان من الحصارمع أنى تكلمت على هذه المسألة بالتفصيل عام 92 والمحاضرة مسجلة وموجودة على القناة أسمها (علم النص وعلم الواقع ) مسألة فى غاية الخطورة هذا المُسمى بالحصار الإقتصادى كما فعلوه مع العراق التى كانت هى خط الدفاع الأول عن أهل السنة ضد الشيعة اليوم انظروا إلى الشيعة أين هى الآن موقعها حتى هُددت بلاد الحرمين من الجنوب ومن الشرق ومن الشمال ، نعم الشمال العراقى الشيعى والجنوبى الحوثيون والشرق وما أدراك ما الشرق فيه من الشيعة ما فيه على تفصيل أنتم أخبرُ به منى ، ولكن الذى أريدُ أن انبه عليه أن هناك ألواناً من الحصار الإقتصادى نحنُ كعامة الناس شركاء فيه شئنا أم أبينا القادرون على الإنفاق منا يمنعون أموالهم عن الفقراء ويمنعون أموالهم عن اليتامى ويمنعون أموالهم عن الثكالى يمنعون أموالهم عن المحتاجين فتكون النتيجة أنهم فرضوا حصاراً على هؤلاء فمنهم من اضطر إلى السرقة ومنهم من اضطر إلى الزنى والدعارة وغير ذلك فقد يكون الإنسان منا القادر شريكٌ فى حصارٍ مثل هذا عياذاً بالله تعالى الذى يؤدى به إلى موتٍ جسدىَّ أو موتٍ قلبىَّ نسأل الله السلامة والعافية وهذا والله من تمام جهلهم وخذلانهم نسألُ الله السلامة والعافية ، والعجب أن ضالاً من هؤلاء الضُلال أتعفف أن أذكر اسمه يوم أن غزت أمريكا العراق سُئل سؤالاً فقيل له هل يجوزُ العمل فى الجيش الأمريكى الذى يغزو العراق؟

تصوروا ماذا يقول هذا الرجل عياذاً بالله تعالى قال نعم ولكن يكون فى المؤخرة يعنى هيسوى لهم بطاطس أم سيُعد لهم شاى أقسمُ بالله لو عمل ذلك فهو شريكٌ فى هذه الجريمة قولاً واحداً  أما قال تعالى ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [سورة المائدة:2] إن لم يكن هذا من باب الإثم والعدوان فاخبرونى من أى بابٍ يكون؟

 من البر والتقوى ألا لعنة الله على الظالمين ، ما هذا الكلام إلى هنا تنتهى الصورة الشركية الثانية من توحيد الربوبية ومازال الحديث عن توحيد الربوبية.

أما الصورة الشركية الثالثة عنوانها

(عدم دلالةِ النص)

قالوا هؤلاء إن خبر السماء والآيات الواضحات لا تدُلنا على اثبات الصانع أنا أقولُ صانع تبعاً لكلامهم هل يصلح أن يكون اسماً إخباراياً لله أم لا ؟ هذه مسألة آخرى ليست من بحثنا فى شىء الآن ولكن يقولون إن خبر السماء والآيات الواضحات لا تدلُ على إثبات الصانع وهذا تكذيبٌ صريح للتنزيل بل هؤلاء يستدلون على وجود الصانع بماذا؟

 بما يُسمونه العقل المُطلق يعنى المُجرد عن النص الشرعى وأنا أسأل الطريقة التى اتبعتموها وهى (الحدوث والقدم) أوصلتكم إلى عين المطلوب ؟

 الجواب لا ، أوصلتكم إلى جنس المطلوب بإتفقاقكم ؟

 وهل جنس المطلوب له اسم هل جنس المطلوب له صفة ؟

 الجواب لا إنما الأسماء والصفات للأعيان لذلك من هذه النقطة تعلم لما هؤلاء الضُلال لم يثبتوا صفة واحدةً لله عز وجل  قد يقول قائل الأشاعرة تثبت سبع صفات تُسمى بصفات المعانى ونحتوا منها سبعةً آخرى تُسمى بصفات المعنوية قلت هذا هُراء يدخلُ على غيرنا هم لم يثبتوا صفة كما أثبتها أهل السنة أثبتوا صفة السمع ونحنُ نُثبتها هل أثبتوا صفة السمع كما أثبتها أهل السنة بمجلولهم الجواب لا إذاً هذا هُراء فى البحث العلمى وقد بيناها فى مكانها ، الحقيقة أنهم استعملوا عقولهَم فى وحى الفلاسفة والمناطقة والزنادقة والصابئة وهذه من العجائب يعنى لو قلنا رددتم ظاهر القرآن وجعلتموه أصلاً من أصول الكفر ورددتم كل سنة نبينا صلي الله وسلم بزعم أنها أخبار آحاد وأنا أسأل كلام المناطقة والزنادقة والصابئة والملاحدة خبر آحاد ولا خبر متواتر؟

 أليس هى نُخالة فكر واحد منهم؟

 قلتُ وللتخلص من هذه الصورة الشركية تمسك بكتاب الله عز وجل  تمسك بسنة نبينا صلي الله وسلم وهذا ليس كلامى هذا منطوق الكتاب ومنطوق السنة بل هذا منطوق الأئمة الكبارأما قال الشافعى رحمه الله (العلم ما كان فيه قال حدثنا وما سوى ذاك وسواس الشياطين) أى قال الله قال رسول الله فأىُ كلامٍ خارج عن كتاب الله خارج عن سنة رسول الله صلي الله وسلم ما هو إلا من وحى الشيطان عياذاً بالله تعالى أما قال أحمد رحمه الله

دين النبي محمد أخبار *** نعم المطية للفتى آثار

لاترغبن عن الحديث وأهله *** فالرأي ليل والحديث نهار

أما قال ابن قيم الجوزية رحمه الله

يا أيها الرجل المريد نجاته ... اسمع مقالة ناصح معوان
كن في أمورك كلها متمسكا ... بالوحي لا بزخارف الهذيان
وانصر كتاب الله والسنن التي ... جاءت عن المبعوث بالفرقان

 نعم إياك أن تستوحش قلة السالكين وقلة المناصرين فوالله الدينُ ليس بالكثرة ولو كان الدين بالكثرة لكان إبليسُ عياذاً بالله تعالى على حقٍ كما يخرج هذا الموتور اليوم ويقول (كلُ المؤسسات الدولية مع الأشاعرة ) قلتُ سبحان الله!!

 كل المؤسسات الدولية تحت وطئة حكامِها وهم عياذاً بالله تعالى فى قلوبهم زيغ وإلا جلس فى بيته لا يستطيعُ أن يتكلمَ بكلمة الحق يجلس فى بيته ولا يُكلف الله نفساً إلا وسعها أما أن تُهادن ياريت تهادن وتجلس فى بيتك ولكن تقول الباطل وتنشر الباطل ثم تقول أنك حامىَّ لدين رب العالمين كذبت ورب الكعبة للتخلص من هذه الصورة الشركية تمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله صلي الله وسلم وكل الطرق التى أعتمدها الكتاب والسنة أنا لا أتحدث عن مصادرالتشريع بجهة الاستنباط أو بجهة الإستدلال وقد فرقت بين الثنتين فى أصول الفهم قُل لخصمك أتعظ بمن تاب من صناديد الأشاعرة أنا أسأل الباقلانى تاب ؟

 تاب

 الجوينى أبو المعالى تاب؟

 تاب

 أبو حامد الغزالى تاب ؟

 تاب الرازى تاب ؟

تاب

ومن قبلهم أبو الحسن الأشعرى أنا أدرى كلام أهل الضلال ورددنا عليهم فى مكانها يقولون مثلاً أن الرازى تاب من الإعتزال كذبوا ورب الكعبة بل كلُ الأئمة بل السبكى نفسه قال أنه تاب من الأشعرية وابن حجر نفسه قال أنه تاب من الأشعرية وغير ذلك من الأمور التى بيناها فى مكانها إذاً عليك بكتاب الله عز وجل  عليك بسنة نبيه صلي الله وسلم وإياك أن ترغب عن الكتاب والسنة فورب الكعبة الرغوب عنهُما إلى غيرهما ضلالٌ مبين بنص الكتاب وبنص السنة.

نكتفى بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وجزاكم الله خيراً ونكملُ إن شاء الله تعالى المرة القادمة من الصورة الشركية الرابعة فى توحيد الربوبية ألا وهى (الفطرةُ عندهم لا تدلُ على الصانع ) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.