محاضرة 18

بطاقات دعوية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 هذه المحاضرة هى الثامنةَ عشرةَ من علمِ العقيدة وقد أنتهينا بحول الله وقوته من المقدمة والمتمثل فى أحدى عشرة موقظة تكلمت فيها عن جمهرة من المسائل منها :-

  • أهمية دراسة علمُ العقيدة
  • منها مصادر ومشارب علم العقيدة
  • منها صحةُ تقسيمِ التوحيد إلى ثلاثةِ أقسام
  • منها لا حكم بمجردِ العلم
  • منها لا تكفيرَ إلا بعد قيامِ الحجةِ
  • وبينت الفرق بين الإيمان المطلق ومطلق الإيمان وسيأتى بحول الله وقوته فى مجلد كامل نفصلُ ما المراد؟.
  • كذلك بينتُ الفرقً بين اللعن العام واللعن الخاص
  • واليوم نبدأ فى مسائل علم العقيدة المسألة تلو الآخرى ؛ فأقول كمقدمة صغيرة بين الله عزوجل  فى محكم التنزيل ما يجبُ على العبد أن يعتقده فقال تعالى كما فى آية البقرة وبينت الفرق بين سببُ العذاب وهو المعصية وشرطُ العذاب وهو قيام الحجة
  • ( انقطع الصوت ) على القائل ولا يسمى كافرا( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) سورة البقرة :285

لو نظرت إلى هذه الآية وجدت أن الله عزوجل  بين أن الطائعين يؤمنون :-

بالله وهذه واحدة

وملائكته وهذه ثانية

وكتبه وهذه ثالثة

ورسله وهذه رابعة

ثم فى آخر الآية قال وإليه المصير هذه الخامسة وهذا هو اليوم الآخر

وكذلك أيضاً فى سورة البقرة قال تعالى ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ) سورة البقرة :177

فهذه هى الخمسة هى التى ذكرت فى الآية التى قبلها فى الذكر لا فى الترتيب فآية البر هى السابعة والسبعون ومئة وأما آية آمن الرسول فى الخامسة والثمانون ومئتان.

وكذلك النبى صلى الله عليه و سلم  بين فى سنته ما يجب على العبد أن يعتقده وهذا فى حديث مسلم المشهور جدا عن ابن عمر رضي الله عنه   قال حدثنى أبى يعنى عمر بن الخطاب ( بينما نحن عند رسولِ اللهِ صلى الله عليه و سلم  ذاتَ يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ شديدُ سوادِ الشعرِ ، لا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبى صلى الله عليه و سلم  فسأله ما الإسلام قال كذا وكذا وكذا قال صدقت فحينئذ تعجب الصحابة فإنهم أهل الفهم كيف يسأل ثم يصدق السائل جاهل فكيف يقول لمن أجابه صدقت ثم قال هذا الرجل الذى لا يعرفه الصحابة إلى الآن ما الإيمان فقال صلى الله أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدرخيره وشره فظهرت السادسة قال صدقت إلى آخر الحديث قال نبينا صلى الله هذا جبريل جائكم يعلمكم دينكم )

ذكر الإسلام الإيمان وذكر الإحسان سأتكلم فى أن تؤمن بالله وقطعا سأدخل الإسلام فيها لأنه سيدخل شئنا أم أبينا لأن كل مؤمنٍ مسلمٍ ولا ريب وسُندخل الإحسان لأنه من لوازمِ الإيمانِ أن من آمن لزِمه أن يكون محسنا على تفصيلٍ سيأتى فتبين مما لا شك فيه أن أركان الإيمان ستهٌ

الركن الأول / الإيمان بالله

الركن الثانى / الإيمان بالملائكة

الركن الثالث / الإيمان بالكتب المنزلة

الركن الرابع / الإيمان بالرسل

الركن الخامس / الإيمان باليوم الآخر

الركن السادس / الإيمان بالقدر خيره وشره

بحول الله وقوته سنتكلم عن كلُ ركنٌ وقد يأخذ الركن الأول ما يقُرب من مئتين محاضرة إن لم تزد على ذلك

لذلك ابن القيم الجوزية فى نونيته العظيمة كما سأذكر طرفا من ترجمتها قريبا

إيماننا بالله ثم بكتبه                 وبرسله وقيامة الإبدان

بجنده هم الملائكة الأولى            هم رسله لصالح الأبدان

هذه أصول الدين حق          لا أصول الخمسة للقاضى هو الهمدانى

إذاً ابن القيم رحمه الله  ذكر أن أركان هذا الدين إيمان بالله ثم بكتبه ثم برسله ثم قيامةُ الأبدان اليوم الآخر وبجنده وهم الملائكة هذه الخامسة ثم قال هذه أصول الدين حق لا أصول الخمسة للقاضى هو الهمدانى ؛ أى المعتزلى الضال كما سيأتى إن شاء الله تعالى ؛ فأقول نبدأ بحول الله وقوته فى شرح كل ركنٌ من هذه الأركان الستة تحليلاً ونقداً وأُمهدُ لها بما ذَكرهُ السفارينىى رحمه الله  وهو شمس الدين ؛ أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفارينى المتوفى سنة 1189 من الهجرة هذا الرجل نظم قصيدة طويلة وسماها الدرةُ المضية فى عقد أهل الفرقة المرضية ماذا يقول هذا الرجل رحمه الله ؟

اعلم هديت أنه جاء الخبر ... عن النبي المقتفى خير البشر

بأن ذي الأمة سوف تفترق ... بضعاً وسبعين اعتقاداً والمحق

ما كان في نهج النبي المصطفى ... وصحبه من غير زيغ وجفا

وليس هذا النص جزماً يعتبر ... في فرقة إلا على أهل الأثر

نعم أهل السنة والجماعة هم أهل الأثر أهل الكتاب والإعتبار الكتاب والسنة

أقول بسم الله هذه الأبياتُ التى بدأتُ بها هذا الجزء من هذه الأبيات عظيمة الشأن عظيمة المضمون تضمنت من المسائل الشىء الكثير نتعرض إلى بعض الفاظها لأهميتها القصوى .

إذ يقول السفارينى رحمه الله  (اعلم هديت) فقوله اعلم اى اعلم علم اليقين الذى لا ظن معه ولا ظن فيه ولا تأويل (أعلم هديت ) أقول بأن الهدايةَ فى كتاب الله عزوجل  وفى سنة نبيه صلى الله عليه و سلم  جاءت على أربعة أنواع فأنتبه أقول هذه الكلمات لما ؟

لأن اللفظ الواحد قد توجد فى أكثر من آية فإياك أن تظن أن معناها فى الآية الأولى هو معناها فى الثانية والثالثة والرابعة والعاشرة ؛ فهذا خطأ فاضح بل يجب أن تفهم مدلول هذه اللفظة بحسب السياق السابق منه واللاحق لذلك هذه فى غاية الأهمية أهل البدع والضلال يأخذون الكلمة من نص ثم يقولون هى فى نص آخر فيظنون أن مدلولها هنا هو مدلولها هناك ويأتوا بالعجائب فى هذا الباب فأقول أن لفظ الهداية جاء بمعانى أقولها على عجالة :-

النوع الأول / يسمى بالهداية العامة

النوع الثانى / هداية البيان والإرشاد

النوع الثالث / هداية التوفيق والإلهام

النوع الرابع / هداية الطريق إلى جنة أو إلى نيران نسأل الله السلامة والعافية

أتكلم عن النوع الأول ألا وهو الهداية العامة ؛ الهداية العامة مشتركة بين الخلق جميعا لذلك المولى عزوجل  يقول ( قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) سورة طه : 50 إذا هنا مسألتان عظيمتان :-

المسألة الأولى / أن الله عزوجل  بين أن جميع الأجناس التى خلقها أعطاها خلقها كما سيأتى ثم هدى كل جنسٍ إلى ما ينفعه وأرشدته إليه وإلى ما يضرهُ وأمره بأن يبتعد عنه أؤكد هذا المعنى من آيات سورة الأعلى قال تعالى ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ) ومما لا شك فيه المخلوقات من تقدير الله عزوجل  قدرها وهداها وبينت طرف منها ؛لذلك أقول قوله تعالى (الذى أعطى ) يصف المولى عزوجل  موسى وعلى نبينا صلى الله عليه و سلم  يصف المولى عزوجل  الذى أعطى أى ابتداءاً منه بلا سببٍ من أى مخلوق فالله عزوجل  أوجدكَ بسببٍ منك ؟

الجواب لا وأوجد اجناسَ غيرك بسبب منهن ؟

الجواب لا مما لا شك فيه (أعطى كل شىء ) أى جميع الأجناس بمعنى أن كل مخلوقٍ خلقه الله أعطاه الله عزوجل  خلقه ومعنى أنه أعطاه خلقه أى أعطاه صورة وهيئة لا تشتبه مع غيره فلو نظرت إلى جميع المخلوقات وجدتها أجناساً جنس الملائكة جنس الجن جنس الإنسان جنس الحيوان جنس النبات جنس الجماد وغير ذلك من الأجناس فلو أردت أن تنظر إلى كل جنس وجدت أن الله عزوجل  أعطاه صورة وأعطاه هيئة لا تشبه مع الجنس الآخر لذلك بمجرد أن تنظر إلى شىء معين تقول هذا اسمه كذا هذا اسمه فرس هذا اسمه انسان كجنس هذا اسمه جن هذا اسمه كلب كجنس الكلاب وهلم جرا ....

فالملائكة لها هيئة علمناها مما لا شك فيه فى خلال نصوص الكتاب والسنة فإننا لا نراها فعلمنا أن لها مثلا أجنحة علمنا أن لها عقب كما فى حديث زمزم (أن جبريل نزل فضرب الأرض بعقبه فانفجرت الماء ) علمنا أن لها جبهة وهذا بالنص مما لا شك فيه  ( لا يوجد موضع اربع اصابع إلا وملك ساجد على جبهته ) علمنا أنها مخلوقة من نور وغير ذلك من الأوصاف الثابتة فى النصوص الشرعية ؛ فلو قلت لك هل هذه الأوزصاف من أولها لآخرها هى أوصاف الجن مثلا ؟ الجواب هنا فإن الله عزوجل  خلق الجن مثلا من نار والملائكة من نور وعلمنا ذلك بالنص كتابا وسنة نعم قد يقول القائل من الجن من هم بأجنحة يطيرون بأجنحة قلت أنا لن أنفى القدر المشترك القدر المشترك موجود لا شك فيه لكن لابد من وجود القدر الخاص التى يتميز به بل هذه لا تصفو للجن أصلاً فإن الجن أنواع منها ما يطير بأجنحة ومنها من خلق على صورة كلاب وقطط ومنها من يطوف فى الطرقات هذه معلومة كل هذا معلوم بالنصوص ؛ ولكن لو نظرت إلى الإنسان وجدت صورته وجدت هيئته أيضا تختلف عن صورة الجن مما لا شك فيه وعن هيئته وعن صورة الملائكة وعن هيئتها بل لو نظرت إلى كل جنس كما قلت وقارنته وقارنت بين الأجناس الآخرى لوجدت فرقاً هذا الفرقُ هو ما يسمى القدر الخاص الذى تتميز به الذوات فهذه فى غاية الاهمية أقربها لو جئت بقطعة حديد وبقطعة نحاس مما لا شك فيه هذه لها صفات والنحاس له صفات ولكن مما لا شك فيه أن بينهما قدر مشترك كالصلابة مثلاً وإن كان هناك تفاوت ولكن أنت تنظر إلى هذه القطعة تقول هذه حديد وتنظر إلى هذه القطعة وتقول هذا نحاس كيف عرفت بالقدر الخاص الذى أعجب من ذلك أنك لو نظرت إلى جنس بعينه ستجد أن الله ميز بين أفراده فمثلا الملائكة مثنى وثلاث ورباع يعنى كل الملائكة لها أجنحة ولكن الله عزوجل  جعل منها مثنى وثلاث ورباع من الأجنحة إلى ست مئة جناح كما فى جبريل إذاً فى الجنس الواحد اختلف الوصف مما لا شك فيه وأيضا لو نظرت إلى غيرها من الجن منها من يطير ومنها غير ذلك لو نظرت إلى الإنسان وجدت بين كل إنسان وآخر قدراً خاصاً بدليل أنك ترى أخاك تقول هذا حسن ترى اخاك الآخر تقول هذا حسين كيف علمت ؟ هل لأنه من جنس الإنسان وهذا من جنس انسان ؟ أبدا يوجد قدر خاص به ميزت بين ذات وبين آخرى فهذا يفارق ذلك مثلا فى اللون وهذا يفارق هذا فى الشعر وهذا يفارق هذا فى لون العين بل والله لا توجد بصمة واحدة مشتركة بين جنس الرجال أو جنس النساء قد يقول القائل قالوا أن كل كام مليون ممكن يشترك دعوى بلا دليل فلا يلتفت إليها مما لا شك فيها ومتى وقعوا عليها وكيف وقعوا عليها وما مثالها كل هذه أشياء موجودة ويرد بها عليهم وهذا من عجائب المخلوقات لذلك لو نظرت إلى جنس الحيوان هل تصطعيع أن تقول مثلا أن الغراب مثلاً يشتبُه معك مع النسر قلنا الجواب لا فالله قد أعطى كل شىء صورته وأعطى كل شىء هيئته لا تشتبه عليك بأى حال من الأحوال بل من عجائب الامور أنك لو نظرت إلى إنسان بعينه أو إلى حيوانٍ بعينه وجدت أن الله عزوجل  أعطاه جمهرة من اأعضاء وكل عضو من هذه الأعضاء له وظيفة محدودة لا يقوم بهذه الوظيفة غيره أعنى من الاعضاء فلو نظرت الى العين وجدت أنها تقوم بالرؤية نظرت الى الانف وجدتها تقوم بالشم والتنفس نظرت الى الفم وجدته يقوم بالكلام والتذوق مثلا ولو نظرت الى الاذن وجدتها تقوم بالسماع ولو نظرت الى اليد وجدتها تقوم باللمس ونحو ذلك فهل يقول عاقل أن أذنك تشتبه مع انفك الجواب لا .

فإن كان الأمر كما بينا وجدنا أن الله عزوجل  ما جعل جنسا كالاخر وما جعل عضوا كالاخر بل إن الله عزوجل  جعل لكل عضو وظيفة هذه الوظيفة يقوم بها فإن حصل الخلل ما قام العضو الآخر بها لذلك تجد أن الأعضاء التى هى من الأهمية بمكان فى بدن الإنسان تجد أن منها ثنتين قد يقول الكبد قلت لا فصوص فلو تعطل فص مما لا شك فيه تجد أن الآخر مازال يشتغل لذلك انظر إلى الانسان وظيفته عمارة الأرض انظر إلى النحل مثلاً وظيفته انتاج العسل انظر الى النبات وظيفته ان يكون الغذاء والدواء والزينة انظر غلى الحيوان وظيفته يحمل عليه ويأكل وزينة بنص كتاب الله عزوجل  لذلك قل لى بربك من الذى هدى النحل أن يتخذ من الجبال بيوتا ومن الشجر أبنية من الذى هداه لهذا البناء الرائع الذى لو اجتمع عليه اهل الأرض ما استطاعوا أن يفعلوه بهذه الدقة فى هذا الوقت القصير جدا جدا جدا أنا أتكلم عن شىء هذه وظيفتى انا رجل مهندس اعلم كيف تصمم الأشياء وكم من وقت نتصور فيه هذا الشىء قبل ان نصممه وهذه مسائل كبيرة كما هو معلوم فى بابه

قلى بربك من الذى ألهم الوليد أن يلتقم ثدى امه بل ويمص اللبن كيف؟

 اتحدى إن استطعت أن تأتى بجواب إلا أن تقول قال ربنا ( الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى ) فالله خلقك على صورتك وعلى هيئة ولم يترك سدى بل جعل لك وظيفة بل هداك لما يصلحك هداك لما ينفعك فى الدنيا والآخرة فإن كان الله عزوجل  كما سبق لم يهمل الحيوان بل علمه كيف يأكل بل علمه كيف يبنى بيوته وهداه أيضا لطلب منفعته والبعد عن ما يضره وهذا من عجائب الأمور بل إن الله عزوجل  هدى الحيوان إلى شىء عجيب ألا وهو أين دواء الحيوان إذا مرض ؟ هذه من العجائب ومن له خبرة بعالم الحيوان سيجد العجب فى باب الدواء وأنا اذكر مثالا على عجالة يوجد حيوان يسمى بالورل هذا الحيوان يوجد فى صحارى كثيرة وأخص بالذكر صحارى الكويت له مزاج عجيب جدا يبحث عن الحيات فإذا وجدها لعب معها حتى تعضه حتى تلدغه لو تركها مات قولا واحدا هذا سم عياذا بالله تعالى انظر فيجرى فى الصحراء حتى يجد نباتاً بعينه هذا النبات يسمى بالرمرار فيحك جسده أى الموطن الذى لدغ فيه ويحكه فى ساق هذا النبات فتنزل عصارة من هذه الساق يمتصها الجسم فتتعادل مع السم فيبرأ بإذن الله.

صورة حيوان الورل سبحان الله

أخبرونى بربكم من الذى هداه لذلك ؟

 كم من ألف شجرة مر عليها وجاء عند شجرة معينة ؟

 ومن أعلمه أنا هنا عصارة ستتعادل مع هذا السم ؟

أمر عجيب قلى بربك هذا الحيوان كيف هدى إلى أن السم علاجه فى هذه الشجرة بعينها ؟

لا جواب إلا أن تقول (الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى ) والله هنا وقفة كبيرة لا أريد أن أدخل فيها الآن ولكن أنا أريد أن أنبأ عليها الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم  يقول (ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء ) واضحة لا يحتاج ربنا إذا أنزل داء ينزل له دواء وهذا الحديث ليس مقصورا على بنى آدم بل كل حيوان يعلم أين دواء مرضه بل قد يكون هو أعلم منك بدواء مرضه كهذا الحيوان الذى يمى الورل أنا أقول هذا الكلام لما ؟ أقول هذا الكلام أن الدواء لابد وأن يكون فى محيط الداء وإلا لا معنى لهذا الحديث الله عزوجل  ينزل داءا مثلا هنا والدواء فى استراليا كيف هذا الكلام ؟

 وأي منة هذه ؟

 وهل هذا يتناسب مع رحمته أم يتناسب مع غضبه ؟

لذلك أحفظ هذه جيدا ما من داء ينزل فى مكان إلا وفى هذا المكان هذا الدواء والله هذا لفهم بحول الله وقوته نما إلى ذهنى عندما قرأت هذا الحديث من أكثر من أربعين سنة وكنت لا أصدق أنه لا يمكن الحديث معناه أن الداء هنا والدواء فى امريكا فأجتهدت فى البحث عن هذا الحديث فوجدت رواية عند احمد رحمه الله  يقول (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء حيث الداء ) حيث يعنى ظرف مكان يعنى فى المكان الذى فيه هذا الداء عياذا بالله تعالى ؛لذلك من عجائب الأمور فى السبعينات فى قرية فى الصين هذه القرية فجأة أنتشر فيها مرض يسمى بسرطان المرىء وهذا المرض عياذا بالله تعالى كل اربعة فيهم ثلاثة مصابين بهذا المرض تصور إذا مصيبة وكارثة فبحثوا عن الدواء فوجدوه فى امريكا فأشتروه بأغلى الأسعار تعد بالملايين فقام البحاثة منهم اى من أهل الصين فوجدوا عشبا فى نفس القرية استخرجوا منه مادة فعالة بنسبة ألف فى المئة بالنسبة للدواء الذى أتوا به من امريكا فانتبه إلى هذه لذلك استغلها وأقول إن كنت لا تملك الدواء الحسى للوباء الذى نزل بنا بسبب المعاصى (بما كسبت أيديكم ) (بما قدمت أيديكم ) هذا مما لا شك فيه عندك أسباب شرعية خذ بها وعلى رأسها لاتدخل مكان ولا تخرج من بيتك إلا وقل هذا الدعاء (بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الارض ولا فى السماء وهو السميع العليم ) ثلاث مرات إن شاء الله تعالى فارحلوا من هذا المنزل الذى نزلت فيه ولا يصيبك شىء لذلك أقول فلابد أن تعلم أن الله عزوجل  ( الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى ) إن كان هذا فى الحيوان فكيف يهمل الإنسان والذى كرمه الله على العالمين ولا يعطيه ما يهتدى به لذلك يقول المولى تبارك وتعالى (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) سورة المؤمنون :115-116

 نعم أتظنون بالله أتظنون بأن الله تبارك وتعالى خلق الخلق عبثا؟

 الجواب لا وطالما أن الله لم يخلقهم عبثا فهل يتركهم هملا؟

 الجواب لا إذا هو الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى ومن هنا نتعرف على السر العجيب فى ذكر الكتاب بعد الدابة والطير فى قوله تعالى ( وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) سورة الأنعام :37 ثم قال بعدها مباشرة (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) سورة الأنعام :38 انظر إلى هذه الآية الله عزوجل  يتكلم عن دابة الأرض يتكلم عن الطير يطير بجناحيه ووصفهم بأنهم أمم أمثالكم وفجأة ما فرطنا فى الكتاب من شىء ما هى هذه المناسبة العجيبة التى تنقلنا من الطير لتصل بنا إلى كتاب الله عزوجل  ؟

المناسبة عجيبة لأن الله عزوجل  يقول لك بأن دابة الأرض بأن طائر السماء أمم وطالما أنهم أمم فالله خالقها وطالما أنه خالقها فهو سبحانه وتعالى الذى هداها لما ينفعها وطالما أنه هداها بما ينفعها فكيف يليق بابن آدم الذى كُرمَ على العالمين ألا ينزل له كتاب فيه هدايته وفيه طريق الفلاح وفيه طريق الصلاح وفيه اسعادة فتمت المناسبة ولابد العجب أن الله عز وجل ختم آية الأنعام ثم إلى ربهم يحشرون نعم الكل سيحشر الجن سيحشر الانس سيحشر الحيوانات ستحشر لأن الله عزوجل  يقول ماذا فتعالى الله الملك الحق ما هذا الوصف الحق نعم ليرد المظالم إلى أهلها هناك أناس قد ظلموا فى الدنيا ولم يأخذوا حقوقهم فالله عزوجل  الملك الذى لا معقب لحكمه الحق الذى يعطى كل شىء حقه فى الآخرة ومن هنا تعلم أن هذه الهداية هى أول الهداية وهى أعم الهداية لأنها عمت جميع المخلوقات هذه الهداية تسمى بالهداية العامة لأنها مشتركة بين المخلوقات وهى أعم هداية ولابد ولا يخلو جنس واحد عن هذه الهداية .

النوع الثانى من الهداية ألا وهو هداية البيان والإرشاد هداية ماذا البيان والإرشاد والمعنى أن الله عز وجل بين الخير للناس وحثهم عليه وبين الشر للناس ورهبهم منه هداية البيان والارشاد والدلالة معناها بيان الخير للناس وحث الناس عليه وبيان الشر للناس وترهيب الناس منه هذا النوع من الهداية اعنى هداية البيان والارشاد هذه فى حق الانبياء واتباع الانبياء لذلك ماذا يقول المولى عز وجل ( لكل قوم هاد ) أى لكل قوم مبين ومنقذ مبين للخير ويحثك عليه مبين للشر ويرهبك منه إذا لفظ الهداية غير لفظ الهداية فى قوله (الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى ) فهنا الهداية هى هداية ماذا البيان والإرشاد وهذه الاية كما ترى تخص من ؟

 تخص الأنبياء ولكن مما لا شك فيه هذا النوع أيضا فى حق أتباع الأنبياء لأننا قلنا فيما سبق أن اتباع الانبياء مخاطبون بما خوطب به الانبياء فإذا كان الأنبياء قد خوطبوا بالنذارة وعلى رأسهم نبينا صلى الله عليه و سلم  فأتباعه كذلك مخاطبون بالنذارة انظر إلى آية يوسف ( قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى ) أنا ومن اتبعنى إذا النبى ومن اتبع النبى يدعوا الناس على بصيرة أى على علم يدعوا الناس فيبين لهم الخير ويحثهم عليه ويبين لهم الشر فيحذرهم منه ويرهبهم مما لا شك فيه الذى أؤكد أننا نأخذ حكم النبى فى هذه المسألة تتذكرون الحديث أن رجلا أعرابى دخل المسجد فانتحى ناحية فبال فقال الصحابة مهه اى لا تفعل وكادوا يقومون عليه ماذا قال النبى قال دعوه لا تذرموه ثم قال إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين من المبعوث النبى ولكن هنا قال إنما بعثتم أى أنكم بعثتم كما أنا بعثت فالذى أبلغكم إياه وجب عليكم ان تبلغوه للناس إذا هذه مما لا شك فيه هداية البيان والارشاد لذلك الحديث الذى رواه بن حزم فى المحلى حديث على أن النبى صلى الله عليه و سلم  ( قال ياعلى لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) نعم فأن تبين له وترشده إلى الخير فيقبل هذه مسألة آخرى ستأتى إن شاء الله تعالى وعليه فإن معنى الحديث أن الله عزوجل  يبين على لسان نببيه صلى الله عليه و سلم  أن أمتك مخاطبة أيضا بالنذارة ومن قام بذلك وكان سبباً فى هداية آخر فإن ثوابه ماذكر فى هذا الحديث وهذا المعنى موجود فى كثير من الآيات أعنى لفظ الهداية بمعنى البيان والإرشاد فى كثير من الآيات قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه و سلم  ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) سورة الشورى :52

فما معنى الهداية هنا معنى الهداية هنا البيان والإرشاد والدلالة لما ؟

 لأن الخطاب موجه إلى نبينا وبطريق الللزوم موجه إلى أتباع النبى أنتبه انظر هذه الآية سأقدم (وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم ) ولله عز وجل يقول لنبينا صلى الله عليه و سلم  (إنك لا تهدى من احببت ) نعم لأن الهداية هذه الثانية غير هذه الأولى فهذه بالتوفيق والإلهام وسيأتى الكلام عنها إن شاء الله ولكن (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) أى هذه هداية البيان والارشاد لذلك قال تعالى (واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ) أى العمى أى الضلال على الهدى الذى بينه الله عزوجل  لثمود من طريق صالح لذلك لابد وأن ينتبه إلى هذا المعنى فإنه فى غاية الخطورة .

معنا النوع الثالث وهو ما يسمى بهداية التوفيق والإلهام والمعنى أن المخلوق يقبل الحق ويمتثل أن تقول لهذه حلال هذا حرام هذا هو مقدورك ولا تستطيع أن تتعدى هذه المرحلة كون من سمعك يقبل هذا الكلام  ويمتثله ويعمل به هذه ليست فى يدك بل هى فى يد الله وفقط وليست فى يد النبى صلى الله عليه و سلم  لذلك يجب أن تنتبه إلى هذا المعنى المعنى أن المخلوق يقبل الحق ويمتثله فلو قلت هل يقدر عليه غير الله عز وجل الجواب لا ما علينا إلا أن نقول هذا حلال وهذا حرام كونك تقبل هذا الحلال وتقتنع به وتعمل به هذه ليست فى قدرة العبد بل هى فى يد المولى تبارك وتعالى فمن شاءه كان مؤمنا ومن لم يشئه مؤمنا وجعله كافرا شائه كافرا ولا معقب لحكمه تبارك وتعالى لذلك توجد بعض المخالفات تحدث بيننا تجد أن الأخ يأتى فيقول أعطنى أدلة تقنعنى بها يارجل أتق الله أنا أعطيك أدلة أبين لك بها هذا الحلال وهذا الحرام هذا يجوز وهذا لا يجوز هذا يجب أن تعتقده وهذا لا يجوز أن تعتقده أما أن تقنع بها فهذا ليس بيدى ولا بيد مخلوق من المخلوقات ولو النبى بل هو بيد الله عز وجل فطلبك هذا لا وجود له على ساحة المخلوق بأى وجه من الوجوه إذا السؤال فى الحقيقة خطأ بين فيجب أن تطلب من الله أن يهديك لذلك تقول دائما وابدا اللهم أرنى الحق حقا وأرزقنى اتباعه وأرنى الباطل باطلا باطلا وأرزقنى اجتنابه صحيح لأن الله عزوجل  إن لم يكتب لك القبول ويهديك هذه الهداية تأكد أنك من الذين قالوا (سمعنا وعصينا ) أما إن حصل التوفيق والإلهام فأنت فى إطار (سمعنا وأطعنا) لذلك أنظر ماذا يقول المولى عز وجل (يضل من يشاء ويهدى من يشاء ) هذه هى هداية التوفيق والإلهام لذلك المولى عز وجل انظر ماذا يقول للنبى (إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدى من يضل) أى يقبلوا الحق ويوفقوا إليه هذه ليست وظيفتك لذلك قال المولى عز وجل لنبيه (إنك لا تهدى من أحبببت ولكن الله يهدى من يشاء) الهداية المنفية هنا هى هداية التوفيق اوالالهام اما فى قوله (وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم) هذه الثابتة اى البيان والارشاد فمن باب أولى ليست فى يد أحد إنما ه فى يد الله عز وجل لذلك ألا تلحظ فى خطبة الحاجة (من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ) من يهده الله أى من يوفقه إلى قبول الحق والعمل به فلا مضل له أى لا يمكن لأحد أن يستطيع أن يخرجه من جادة الصواب إلى جادة العصيان ومن يضلل فلا هادى له يستحيل من كتب الله عز وجل عليه الضلالة لأنه اهل لذلك وليس اهل للهداية لا يستطع احد أن يدخله فى الاسلام لذلك قوله (من يهده الله) أى من وفقه والهمه قبول الصواب ليس فى ملك احد أبدا أن يرده إلى الكفر والعصيان عياذا بالله تعالى الله عز وجل جمع بين الهدايتين لسابقتين أعنى البيان والإرشاد والتوفيق والالهام فى اول سورة الفاتحة قال تعالى (اهدنا الصراط المستقيم ) فلفظ الهداية تضمن الهدايتين اى ارشدنا وبين لنا ودلل لنا ثم وفقنا لأن نقبل هذا الحق فإنها من المهمات بمكان لذلك هذه كما قلت أنفا هذه الهداية تخص اللمولى عز وجل وليست لأحد كائن من كان بقى لنا النوع الاخير هداية الطريق وهذه إن شاء الله نبدا بها المحاضرة القادمة اكتفى بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته