محاضرة 19
بطاقات دعوية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
هذه المحاضرة هى التاسعةَ عشرةَ من علم العقيدة وذكرت ُ فى المحاضرة السابقة عدة أمورٍ منها مثلاً:-
ذكرت أن أركان الإيمان ستة
1. إيمان بالله
2. ملائكته
3. وكتبه
4. ورسله
5. واليوم الآخر
6. وبالقدر خيره وشره
كذلك ذكرت أن لفظ الهداية فى الكتاب والسنة على أربعة أنواع
1. الهداية العامة وقد تكلمتُ عنها
2. وهداية البيان والإرشاد وقد تكلمت عنها
3. هداية التوفيق والإلهام وقد تكلمت عنها
واليوم إن شاء الله تعالى نبدأ من النوع الرابع ألا وهو هداية الطريق ومازال الحديث متصلاً من خلال منظومة السفارينى رحمه الله ( اعلم هُديت ) نحن عند هذه اللفظة لذلك أقول النوع الرابع هداية الطريق أى هداية إلى الجنة وهداية إلى النار عياذاً بالله تعالى وكما ترى هداية الطريق هداية إلى الجنة وهداية إلى النار هذا فى الآخرة ولا تعلق له بالدنيا ولها أمثلة فى كتاب وفى سنة رسول الله صلى الله فأما الهداية إلى الجنة قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) سورة يونس : 9
انظر إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات قطعاً نحن لا نتكلم عن الهداية العامة فإنها هداية التكوين هداية الصورة هداية طبع وغير ذلك من الامور فقوله (إن الذين آمنوا ) إذا هؤلاء اتبعوا او سمعوا هداية البيان والإرشاد ووفقهم الله إلى هداية التوفيق والإلهام إذاً قوله تعالى يهديهم ربهم إذا هذه هداية الطريق والذى يؤكد هذا المعنى أن المولى تعالى يقول بعدها تجرى من تحتها الانهار فى جنات النعيم
ومنها قوله تبارك وتعالى (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) سورة الأعراف :43
إذا الكلام أين فى دار الدنيا أم فى دار الآخرة ؟
إذا الكلام هنا فى الآخرة (ونزعنا ما فى صدورهم من غل ) فهذا إلى الجنة (تجرى من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد الله الذى هدانا ) أى للذى نحن فيه فهذه الهداية المذكورة فى آية الأعراف ليست هى الهداية العامة لأن الهداية العامة هداية تكوين وصورة وهيئة وطبع أما هداية البيان والإرشاد فهى فى الدنيا وهداية التوفيق والإلهام فهذه الدنيا والحديث فى الآية يتكلمُ عن الآخرة إذا الهداية هنا هى هداية الطريق إلى الجنة لذلك روى البخارى رحمه الله عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال أن رسول الله قال ( إذا خلص المؤمنون من النار ( أى وقفوا للمرور من على الصارط ) حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار يتقاصون مظالم (لأن المظالم لابد وأن تؤدى فموضع الأداء عند القنطرة وهى بين الجنة والنار حبسوا أى لا يستطيع أن يتعدى أحد هذا المكان لما ؟ لرد المظالم كانت بينهم فى الدنيا وهذا يبين مدى غباء الملاحدة لانهم يزعمون أنه لا رب ولا يوم آخر ونحن نسأل والمظالم التى فى الدنيا التى ظلمتم فيها غيركم أو ظلمتم من غيركم ولم تستطيعوا أن تحصلوها فى الدنيا فمتى تحصلونها الحديث كانت بينهم فى الدنيا حتى إذا هُذبوا ونقوا أذن لهم فى دخول الجنة) ثم قال سيدنا محمد والذى نفس محمد بيد إن أحدهم بمنزله فى الجنة أهدى منه بمنزله الذى كان فى الدنيا تصورهذا الوضع تصور هذه الصورة أنك تدخل الجنة بفضل الله ورحمته لا تحتاج إلى من يدُلك على الطريق فلا تحتاج إلى ملك ولا تحتاج إلى لافتات إرشادية ولا تحتاج إلى أحد البتة بل أنت ستصل إلى بيتك بوازع منك هذا الوازع أقوى من الوازع فى الدنيا فقد تخطىء فى طريقك إلى بيتك فى الدنيا ولكن لم ولن تخطىء فى طريقك إلى الجنة إن شاء الله تعالى ) فهذه هى الهداية أى هداية الطريق إلى الجنة وكذلك عياذاً بالله تعالى هداية الطريق إلى نار جهنم وبئس المصير وهذا هو حال الهالكين من الكافرين وغيرهم بل من بعض المسلمين الذين سيدخلون النار ثم يخرجون منها على تفصيل قد سبق مثالها فى كتاب الله تعالى قال تعالى (احشروا الذين ظلموا وازواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الحجيم ) فالهداية هنا هى هداية الطريق انتبيه احشروا الذين ظلموا وازواجهم ليس المروا بالازواج الزوجة الزوج هنا النظير أى الذين ساووهم فى الكفر والظلم عياذاً بالله تعالى فهذه هى انواع الهداية الاربعة ومعنى كلام السافرينى رحمه الله (اعلم هديت ) انه رحمه الله قصد أنها تضمن ثلاثة من اربعة تضمنت هداية البيان والارشاد وهداية التوفيق والالهام وهاية الغاية اعنى هداية الطريق لانه لا قدرة لاحد على الهداية العامة اعنى هداية الصورة والهيئة والطبع إذا معنى قول السفارينى (انه يقصد بالهداية هنا الهدايات الثلاثة كما سبق )
ثم قال رحمه الله (أنه جاء الخبر ) هذا الكلام فيه اشعارٌ جميل بأن الخبر هو العمدة فى الكلام فلا كلام فى دين رب العالمين البتة إلا بالأخبار وأعنى بالأخبار كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولكن فى الحقيقة هنا السفارينى يقصد أنه جاء الخبر يقصد بها سنة النبى صلى الله عليه وسلم والذى يدلك على ذلك أنه فى البيت الذى بعدها مباشرة قال بأن هذه الائمة سوف تفترق بضع وسبعين اعتقاداً إذا فى حقيقة الأمر المراد هنا بالخبر سنة النبى صلى الله عليه وسلم والخبر هنا قسيم الكتاب وليس الخبر هنا قسيم الإنشاء لأنكم تعلمون أن الكلام كلام خبرى وكلام انشائى لذلك من عجائب الأمور أن أئمة الهدى يقولون كلاماً فى غاية الاهمية وتضمن كماً من المسائل الشرعية الكبيرة جدا لذلك سأذكر بعض هذه الكلمات ولكن بحول الله وبقوته بعدما أنتهى من كلام السفارينى سأعرج على هذا الكلام ومن جملة هذا الكلام كلام الشافعى رحمه الله قال ( العلم ما قال فيه حدثنا وما سوى ذلك وسواس الشياطين ) فالشافعى رحمه الله قسم التنزيل إلى قسمين تنزليل من الرحمن وتنزيل من الشيطان فقال إن العلم مأخوذ من تنزيل الرحمن حيث قال العلم مال قال فيه حدثنا أى قال الله قال رسول الله فلا علم إلا ذلك وقطعاً اقصد بالكتاب والسنة وما بنى عليها كالإجماع مثلاً والقياس إلى آخره من أدلة ومصادر التشريع التى بيناها فى علم أصول الفقه فأى أحد يقول قولاً ولم يبين لك النص الشرعى الذى استنبط منه هذا الكلام أنا أنصحك ألا تلتفت إليه لأن ذكر النص شعيرة من شعائر الإسلام فكيف تجعل كلامك مجرد عن النص فلا يكون إلا كلاماً لآحاد الناس يحمل الخطأ والصواب نعم من الممكن أن تستنبط خطأ ولكم فى المرة هذه فأنت متردد بين أجر وأجرين أما أنا تتكلم بلا نص فوالله لن يقبل منك وإن وافق الصواب لما ؟ لاننا نتبع الصواب من طريق كتناب اله ومن طريق سنة نبينا صلى الله عليه وسلم لا من الرأى المجرد على النص فهذا صادف النص فلا يمكن أن تكون هذه هى عقيدة المسلمين لذلك الشافعى رحمه الله لما قال هذا الكلام (العلم ما قال فيه حدثنا وما سوى ذلك ما هى إلا وساوس الشياطين ) كلها خيالات فاسدة وكلها تصورات ابليسية وكلها قياسات لا معنى لها كما بينا ذلك مراراً وتكراراً بل احمد رحمه الله له ابيات تحمل هذا المعنى ومنها قوله
دين النبى محمدا اخبار نعمة المطية للفتى اثار
لا ترغبن عن الحديث واهله فالراى ليل والحديث نهار
فانظر دين النبى محم اخبار دنينا من اوله لاخره ما هو الا اخبار ولا أقصد بالاخبار انه قسيم الانشاء لا بل اقصد كلام الله تعالى وسنة نبيه وكلاهما قد تضمن الكلام الخبرى والكلام الانشائى كما لا يخفى عليكم لذلك قال رحمه الله ناصحاً هذه الائمة لا ترغبن عن الحديث واهله ولا يقصد الحديث اهل الاثر وفقط يقصد بالحديث اى بكل من استدل بقال الله وقال رسول الله ثم ذكى هذا القول بأن الذم ضده فقال فالرأى ليل والحديث نهار
يوجد كلام لابن القيم نفيس جدا فى هذا الباب سأذكره على عجالة ولكن بحول الله وقوته سأقف معه وقفة بعد الانتهاء من كلام السفارينى يقول ابن القيم الجوزية
ياأيها لرجل المريد نجاته اسمع مقال ناصح معوان
كن فى امورك كلها متمسكا بالوحى .....
إلى آخر ما قال وسنقف إن شاء الله مع هذه الأبيات
يقزل السفارينى ( عن النبى المقتفى خير البشر ) انظر انظر هديت انه جاء الخبر عن النبى فأى خبر يأتى من غير هذا الطريق لم ولن نقبله مهما كان قائله لابد أن يثبت لنا أن هذا الخبر له سند يصل إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ( المقتفى ) أى المتبع من الفعل الخماسى اقتفى وانت تعلمون ان الفعل الرباعى والخماسى والسداسى إذا أردت أن تأتى منه باسم الفاعل او اسم المفعول اقتفى هذا ماضى يقتفى تأتى بالمضارع منه هذه هى الخطوة الأولى ثم تضيف اليه حرف من حروف المضارعة (انيت)الهمزة أز تالنون أو الياء أو التاء (يقتفى) ثم تحذف حرف المضارعة او تستبدله بميم مضمومة (مُقتفى) فإن فتحت ما قبل الاخر كان اسم مفعول وإن كسرت ما قبل الاخر كان اسم الفاعل (مقتفِى) أما الفعل الثلاثى على وزن فاعل ومفعول كمثل كتب كاتب يبقى فاعل (ومكتوب ) اى مفعول وكما قلت مقتفى اى متبع ومنها قوله وتعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) آية آل عمران وأيضا هذا ثبت عند أحمد من طريق جابر بن عبد الله وغيره لما عمر جاء بصحيفة من التوراة إلى النبى فقال النبى النبى له : أمتهوكون ياابن الخطاب فيا ثم قال صلى الله عليه وسلم والذى نفس محمد بيده لو أن موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعنى)
قولاً واحداً لأن الله تعالى أخذ عليهم الميثاق أن يَتبعوا نبينا صلى الله عليه وسلم.
أعجب ما فى هذا الشطر من البيت أنه قال ( عن النبى المُقتفى خيرِ البشر ) أى والله نبيناصلى الله عليه وسلم خير البشر
نبينا خيار من خيار من خيار من خيار كيف هذا ؟
هذا بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث رواه مسلم بسنده عن واثلة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله أصطفى كنانة من ولد اسماعيل واصطفى من كنانة قريشا واصطفى بنى هاشم من قريش واصطفانى من بنى هاشم )
حديث عجيب يعنى ولد اسماعيل الله تعالى اخذ منهم كنانة يبقى هذا الخيار الاول
واخذ من كنانة قريش وهذا هو الخيار الثانى
وأخذ من قريش بنى هاشم وهذا هو الخيار الثالث
وأخذ من بنى هاشم محمد صلى الله عليه وسلموهذا الخيار الرابع
إذاً نبينا خيار من خيار من خيار من خيار
إذاً صح قوله خير البشر بل نبينا صلى الله عليه وسلم قال (خرجت من نكاح لا سفاح من لدن آدم)
أى هذه السلسلة حتى خرج نبينا لا توجد امراءةٌ واحدةٌ او رجلٌ واحد زنى فى هذا الطريق فنبينا خرج من نكاح لا سفاح ؛ لذلك هذه من المهمات أن تتعلمها بل يوجد شيئٌ فى غاية الغرابة أقول بإن أبا بكر خيار من خيار من خيار من خيار ولكن كيف ذلك ؟
هذا هو المطلوب اثباته فإن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول بأن الله تعالى اختار لى أصحابى من من ؟ من الناس
نعيد هذه الجزئية لانه انقطع الصوت فأقول أثبتنا أن النبىصلى الله عليه وسلممن خيار من خيار من خيار من خيار قلت وكذلك ابو بكررضي الله عنه خيار من خيار من خيار من خيار لأن نبينا قال بأن الله تعالى اختار لى أصحابىى أى من الناس فهذا أول خيار الخيار الثانى أن نبينا اختار من هؤلاء الصحابة اربعة كذلك بنص حديث النبى روى احمد بسنده عن ابو هريرة رضي الله عنه قال ( عليكم بالخلفاء المهديين من بعدى) ومن هؤلاء الاربعة هم ابو بكر إذا ابو بكر لهنا خيار من خيار ثم اختار النبى من هؤلاء الاربعة اثنين بنص الحديث قال ( اقتدوا باللّذينَ من بعْدِي أبي بكرٍ وعمرَ) رواه الترمذى ( 3662) ومذكور ابو بكر إذا هو إلى الآن خيار من خيار من خيار ثم اختار النبى من الأثنين اختار ابو بكر كيف ذلك ؟ روى البخارى بسنده عن عمرو بن العاص( الصحيح انه جبير بن مطعم ) قال ( أَتَتِ امْرَأَةٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأمَرَهَا أنْ تَرْجِعَ إلَيْهِ، قَالَتْ: أرَأَيْتَ إنْ جِئْتُ ولَمْ أجِدْكَ؟ كَأنَّهَا تَقُولُ: المَوْتَ، قَالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتي أبَا بَكْرٍ.) البخارى (7220) فاختار من ابى بكر وعمر ابا بكر إذا أبو بكر رضى الله عنه خيار من خيار من خيار من خيار.
ثم قال السفارينى رحمه الله ( بأن ذى الامة ) ذى اسم اشارة مفرد مؤنت مثل ذه التى تضع عليه ياء تسمى ياء التنبيه هذه او تقول هاذه المفرد المؤنث فى لغة العرب له خمس صور تقول ذه أو هذه وذى أو هذه وتا وتى وته على تفصيل بيناه فى علم النحو ؛ فهنا ذى اسم اشارة يستحيل أن تكون من الأسماء الستة لأنها لو من الأسماء الستة لقال بأن ذا الأمة تكون من منصوبة فى هذه الحالة ؛ ثم قال بان الامة سوف تفترق وهذه جميلة جدا لما ؟ هذا دليل على أن الافتراق سيكون بعد عصر الصحابة لا فى عصر الصحابة كما سيظهر من قوله بضع وسبعون فالبعضع كما لا يخفنى من ثلاثة إلى تسعة لذلك يقول النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه الترمذى عن ابن عمرو رضي الله عنه ( لَيَأْتِيَنَّ على أُمَّتِي ما أتَى على بَنِي إسرائِيلَ حَذْوَ النَّعلِ بالنَّعلِ ، وإنَّ بَنِي إسرائِيلَ تَفرَّقُوا على اثْنتيْنِ وسبعينَ مِلَّةً ، وتَفترِقُ أُمتِي على ثلاثٍ وسبعينَ مِلَّةً ، كُلُّهمْ في النارِ إلا مِلَّةٌ واحِدَةٌ ما أنا عليه وأصحابى ) إذا الفرق ستنشأ بعدهم لا فيهم وهذه الطعنة لكل أفاكٍ شيعي أو غير شيعى وسيأتى فى كلام عنهم شىء من التفصيل إذا نبينا شهد بأن الصحابة على ماهوعليه إذا الفرقة نمت بعد من ؟ بعد عصر الصحابة رضوان الله عليهم أنا أدرى أن هذا الحديث له ألفاظٌ كثيرة وتعمدتُ أن آتى هذه اللفظة على ما أنا عليه وأصحابى ولكن له طرق آخرى ( أفترقت اليهود على أحدى وسبعين فرقة سبعون فى النار وواحدة فى الجنة وأفترقت النصارى على ثنتى وسبعين فرقة واحدة فى الجنة وأحدى وسبعين فى النار والذى نفس محمد بيده لتفترقن أمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلهم فى النار إلا واحدة قيل يارسول الله من هى ؟ قال ما أنا عليه وأصحابى وفى رواية ( الجماعة ) إذا فى حقيقة الأمر من هم الجماعة هم قوم اعتقدوا ما اعتقد النبى صلى الله عليه وسلم وما اعتقد أصحابه فمن وافق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عقيدتهم فمما لا شك فيه هو من الفرقة الناجية بفضل الله ورحمته وهذه الفرق فى الاعتقاد انتبه لهذه الجزئية فرقة أهل السنة والجماعة وهم الوافقون للصحابة الموافقون للنبى صلى الله عليه وسلم الموافقون لكتاب الله ولسنة النبى صلى الله عليه وسلم ؛ومن الفرق التى تنسب إلى الإسلام كالشيعة والصوفية والأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والجهمية والكرامية واتباع ابن كُلاب والقديانية والبهائية والبابية والتاجية نُعد نعد لحد مازهقنا كل هذه الفرق بلا استثناء عدا أهل السنة والجماعة هم تحت الوعيد ولا يلزم تحت الوعيد أنهم كفار انتبه لهذا! هذه مسألة فى غاية الخطورة مما لا شك فيه فيهم كفار ولكن منهم مسلمين أهل قبلة كالأشاعرة مثلاً والماتريدية وإن قُلنا بأنهم ضُلال كما بينا ذلك فى محاضرات (الأشاعرة فى كلمات) العجب أن الماتريدية الذى الأشاعرة فى هذا الزمان لا أدرى كيف يتكلمون يقولون بأن أهل السنة هم الأشاعرة والماتريدية مع أن الماتريدية ليسوا يُجوزون الصلاة خلف الأشاعرة فانظر إلى هذا الهطل ! عياذاً بالله تعالى .
فهذه الفرق المقصودة التى افترقت عليها الأمة ولا ينجو من هذه الفرق فى الإعتقاد إلا فرقة واحدة وهم أهل السنة والجماعة.
وانتبه لهذه الكلمة التى سأقولها ليس المراد بالملل هذه هى الجماعات المنتشرة فى هذا الزمان الجماعة الاسلامية ، الإخوان المسلمين ،التبليغ والدعوة هذا كلام باطل بل أى فرد فيهم يعتقد ما يعتقده صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما لا شك فيه أنه من الفرقة التى ستنجو وليس من الفرق التى تحت الوعيد وليس معنى كلامى اقرارٌ بجواز تكوين الجماعات لا والله هذا الكلام قُلناه من الثمانينات أن الذى أعتقده كتاب واحد ورسول واحد وراية واحدة فأخبرونى على أى أساس تتكون هذه الجماعات؟ أنا أدرى المغالطات والمشاغبات التى تتم يزعمون أو يزعم بعضهم كلٌ يقفُ على ثغرة هذا والله كذب فاضح إن كان الأمر كما تقولون، لما لم تجتمعوا تحت راية واحدة يحملها رجل واحد طالما أن كل إنسان يقف على ثغرة فهذه كأنها وزارات ويوجد أمير لهذه الوزارات ما الذى يمنعكم من هذا ؟ الدنيا وإن كان كلامكم صحيح لما يكفر بعضكم بعضا أو يببدعه أو أو إلى إلى آخره ؟ كلام فى غاية الخطورة نسأل الله السلامة والعافية لنا ولهم .
ثم قال السفارينى رحمه الله ( ما كان في نهج النبي المصطفى ) هو الذى طابقت ملته ملة النبى صلى الله عليه وسلم وصحبه قال (وصحبه من غير زيغ وجفا)
الزيغ معروف وهو الإفراط عياذاً بالله تعالى
والجفا عياذاً بالله تعالى هو التفريط الزيغُ زيادة فى الدين
والجفا نقصان فى الدين والدين فى غنى عن الزيادة وفى منأى عن النقصان بأى وجهٍ من الوجوه فدينُننا دين كامل لا يحتاجُ إلى من يزيدُ عليه كميسرة بن عبد ربه حيث زعم لما سُأل لما تضيفُ أحاديث فى فضائل السور إلى النبى صلى الله عليه وسلم وتكذب عليه انظر إلى هذا الفاجر! يقول أنا ما أكذب عليه إنما أكذب له أمرٌ عجيب هل يحتاجُ الدين لمن يكذب له فيزيد فى دين رب العالمين ؟ الجواب لا مما لا شك فيه فنحن نرفض هذه الزيادة وأخصُ بالذكر من جاءت من هؤلاء المبتدعة الضلال كالشيعة، والصوفيية،والأشاعرة،والماتريدية إلى غيرهم بل هم فى نفس الوقت أضافوا وفى نفس الوقت أزالوا يعنى جمعوا بين سوئتين سوئة الزيادة وسوئة النقصان ؛ الذى يؤكد أن التفريط هو التقصير أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال ( لا تفريط فى النوم إنما التفريط فى اليقظة ) لا تفريط فى النوم التفريط يعى لا تقصير وطالما أنه لا تقصير إذاً لم ولن تتحمل أثماً لأن النائم مرفوع عنه القلم فليس مقصراً فى شىء (إنما التفريط فى اليقظة) حيثُ أنك يقظ إذاً أنت مكلفٌ بشرط بابه فإن تركت تحملت أثماً ولابد والله عز وجل يبن من فوق سبع سماوات ( اليوم أكملت لكم دينكم ) فمن هذا الذى يزيد ومن هذا الذى ينقص ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها بعدى إلا هالك ) والمحجة البيضاء إذا هى كاملة إذاً لا زيادة ولا نقصان بأى وجهٍ من الوجوه ؛لذلك هذه الكلمة قيلت كما فى الحج الأكبر ( ألا هل بلغت إلى آخره..) .
ثم قال السفارينى رحمه الله ( وليس هذا النص جزما يعتبر ... في فرقة إلا على أهل الأثر )
فالمقصود بأهل الأثر اتباع الكتاب والسنة وليس المراد أهل الحديث بالمعنى الإصطلاحى ، لأن الملتزم بالكتاب والسنة هو من أهل الحديث بالمعنى الشرعى مما لا شك فيه فأهل الحديث إذا أطلقت هكذا قد يتبادر عند الذهن عند العامة المشتغليين بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تحملاً وأداءً درايةً ورواية لا الأمر أكبر من ذلك .
بعدما فرغنا من كلام السفارينى رحمه الله بدأت بخطبة الحاجة من خلال كتابنا فيض المجيد –الجزء الأول
أريدُ أن أنبه على بعض المسائل فى خطبة الحاجة
( إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعدها ثلاث آيات
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) سورة آل عمران: 102
(ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) سورة النساء: 1
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً) سورة الأحزاب : 70 و71
هذه هى خطبة الحاجة قد يقول القائل وقولُنا فإن أصدق الحديثِ كتاب الله هذه ليست من خطبة الحاجة فخطبة الحاجة بالنص هذه وفقط وهذه ثابتة عن ستةٍ من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود، أبو موسى الأشعرى، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله ، مبيض بن شريط ، عاشة رضي الله عنها.
وهذا حديث رواه أحمد وأبو داوود والنسائى ورواه أبو يعلى فى مسنده وغيرهم من أصحاب السنن قد رووا هذه الخطبة.
فى الحقيقة كثيرٌ من الخطباء يصعد المنبر ويترك خطبة النبى صلى الله عليه وسلم ويظلُ يسجعُ لنا حتى عياذاً بالله كدتُ أن أخرج من الخطبة وأنا أريدُ أن أسأل سؤالاً هذا السجعُ المقوت والذى لم يفعله نبينا صلى الله عليه وسلم فى خطبة واحدة ولا فى كلامه قط أن سجع شيئاً أنا أسأل هذا السجع هى واحدة من واحد إما أنه يؤدى نفس المعنى الذى قاله النبىصلى الله عليه وسلم وإما أنه أزاد عليه وإما نقص عنه فإن كان نقص عنه لم تقول ناقص وإن زعمت أنه زيادة على كلام النبى فأنت مفترى تدعى أنك أعلم من النبىصلى الله عليه وسلم وجئت بما لم يأتى به النبى صلى الله عليه وسلم وإن زعمت أنه مثله فأنت معتدى لأن لفظ النبى صلى الله عليه وسلم هو الذى وُصف بجوامع الكلم ووصفك هذا وصف إبراهيم النظام وأمثاله فانتبهوا! كفاية سجع العجب عامة من يسجع ينسى أن يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأنتم تعلمو بأن الخطبة جذماء عياذاً بالله تعالى بنص الحديث؛ ولكن هذا الكلام فى الحقيقية خارج البحث.
لكن أنا أريد أن انبه على عدة مسائل فى هذه الخطبة :-
المسألة الأولى / ألا تلحظ أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( إن الحمد لله نحمده ) هذه النون التى هى حرف المضارعة تدلُ على الجمع نحمده مع أن نبينا هو المتكلم ثم قال ( ونستعينه ) أيضا جمع ( ونستغفره ) أيضاً جمع ( ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ) ثم تفاجىء عند النطق بالشهادتين بأشهد ولم يقل ونشهد لابد من الوقفة ، أريدُ أن أنبه على شىء لما لم يقل نشهد؟ لأن الشهادة لا تصحُ فيها الوكالة ولا النيابة وإلا عياذاً بالله تعالى كل واحد كافر أنت تقول بداله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولا فعل النبى مع عمه أبى طالب ، فلما كانت الشهادة لا يصحُ فيها الوكالة إذاً لابد من أفرادها أقولُ هذا لما ؟ والله نسمعها فى الخطب ويقول ونشهدُ أن لا إله إلا الله ياعم نشهد أن لا إله إلا الله حرامٌ عليك ؛ أما نحمده ونستعينه فالحمد والإستعانة والإستغفار والتعوذ فهذه يجوزُ فيها ماذا؟ يجوزُ فيها النيابة والوكالة؛ لذلك كتاب الله ملىء بالآيات وسنة نبينا مليئة بالأحاديث التى تبين جواز ذلك ماذا يقول نوح ؟ (اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات ) صحيح ومنها قوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم إنا نعوذ بك ) إذً تجوزُ الإنابة والوكالة فى الإستعاذة وكذلك الإستعانة (إياك نعبد وإياك نسنعين) أنت القارىء فكل هذه الأشياء تصح فيها النيابة ، يوجد وجه آخر لهذا التفريق أن قوله صلى الله عليه وسلم (نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله)
هذا من باب الطلب والإنشاء وباب الطلب والإنشاء تجوزُ فيه النيابة ؛ أما قولنا أشهدُ فهذا من باب الإخبار والإخبارُ لا يجوزُ فيه هذا ولا ذاك .
مسألة آخرى / قبل أن نفارق خطبة الحاجة حتى ندخل فى صلب موضوعِنا (إن الحمد لله ) ياترى ما الفرق بين الحمد والشكر؟أنا أقول هذا الكلام لما؟ لأن معرفة الفروق أمرٌ فى غاية الخطورة ونحنُ تبنينا من ثلاثين سنة هذا العلم أعنى علم الفروق والمفاضلات ولنا فيه عشرات المحاضرات منها الكثير على القناة فأنا أريد أن أقفُ على معنى الحمد وعلاقةُ الحمدِ بالشكر لما لا يصلح أن تقول أن نشكر الله هذه مسألة فى غاية الخطورة سأقولُ كلاماً مجملاً عن هذه الجزئية لما؟ لأن لما واحد يأتى يقولك الحمد أحسن ولا الشكر ؟ لا يلزم إن قلتُ لك فلان أفضل من فلان أن يكونُ أفضل من كل وجه بل هو أفضل من وجه وهذا الآخر أفضل منه من وجه آخر عايز أوصل لا يلزم من الأفضلية عموم الوصف لأحدِهما بل قد يوجد قدرٌ مشترك بينهما هذه واحدة ، الثانية أن الأول أفضل من الثانى بإعتبار وأن الثانى أفضل من الأول بإعتبار آخر وهذه هى مسألتنا قولاً واحداً .
فلو نظرنا إلى أسباب الحمد والشكر فالحمدُ له سببان الإحسان والمحاسن فنحن نحمد الله على إحسانه أى إعطائه لنا ونحمد الله على محاسنه نحمد الله على أنه عزيزٌ حكيم ،عزيزٌ عليم ،نحمد الله على أنه غفورٌ رحيم إلى آخره .
ولكن الشكر بإعتبار السبب لا يكونُ إلا على الإحسان تانى تعطنى أقولُ لك شكراً ،لذلك لو نظرت إلى هذا الإعتبار وهو الأسباب قلنا بأن الحمد أفضلُ من ماذا؟ أفضل من الشكر ؛ ولكن لو جئنا إلى الشكر ونظرنا إلى الآلة التى بها يتم الشكر وجدناه أعم من الحمد وأفضل لأن الشكرُ يتم بالقلب الشكرُ يتم باللسان بل الشكر يتمُ بالأعضاء لذلك يقوُ المولى تعالى كما فى آية سبأ ( اعملوا آل داوود شكرا ) ولكن الحمد لا يتمُ إلا باللسان والقلب إذاً لو نظرنا إلى اعتبار الآية وجدنا أن الشكر أعم من الحمد وإن كان بينهما ماذا؟ بينهما قدرٌ مشترك أن الحمد يكونُ على الإحسان وأن الشكر أيضاً يكونُ على الإحسان ؛ ولكن فى الحقيقة هذه مسألة خطيرة جداً هل يجوزُ استخدام الحمد مكان الشكر والشكر مكان الحمد ؟ قلتُ فى القدر المشترك فقط ؛لذلك أنا لا أنصحُ أحداً أن يستعمل هذه بدلاً من هذه لما ؟ لأنها تحتاجُ إلى استحضار وتحتاجُ إلى نية وقصد وهذه يعجزُ عنها بعضُ الخواص فما بالك لو نشرتها بين عوام من الناس عياذاً بالله تعالى ؛ لذلك نحن نحمدالله لذاته ولكن أنا أحبك فى الله ولكن لا لذاتك لذلك أنتبه إلى ذلك المعنى فإنه فى غاية الأهمية !.
نكتفى بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وجزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فقرة الأسئلة
سؤال لماذا نسب مذهب الاشاعرة إلى الاشعرى وليس ابن كُلاب ولماذا نسبت ابن حجر إلى مفوضة الحنفية ؟
الجواب / لا وضحنا السب قطعاً ابن كُلاب هو الذى ألف المذهب الذى عُرف بعد ذلك بالأشعرية ؛ولكن الأشعري هو الذى صنف فيه كثيراً وهو الذى قام بنشره ومن أجل ذلك نُسب إليه ونسى الناس ابن كُلاب عياذاً بالله تعالى ولكن أنت تعلم أنه لم يثبت توبة لابن كُلاب ولكن ثبت لأبى الحسن الأشعرى رحمه الله ثبت له توبة وقد نقلها السبكى عن شيخه ابن حجر إلى غير ذلك من الأمور هذه واحدة ، الثانية لما نسبتُ ابن حجر إلى مفوضة الحنفية لو قلتُ أنهم الحنفية فقد أخطأت ، ولكن أنا أتذكر أنى قلتُ أنه من مفوضة الحنابلة فهو منسوب إلى مفوضىة الحنابلة ولا علاقة بهذا بالمذهب الحنبلى من جهة الحلال والحرام فهذه من المفارقات والتناقضات الرهيبة لكل مبتدع .
سؤال ما العلاقة بين هداية التوفيق والإلهام وإرادة الإنسان
الجواب / أنا رددت عليك على فكرة ولكن أكرر أن إرادة الإنسان لا يمكن أن تنفذ إلا إذا أرادها الله تبارك وتعالى فما أراده الله عز وجل كان وإن لم ترده أنت وما ترده أنت لم ولن ينفذ حتى يريده الله تبارك وتعالى فالله عز وجل لو أراد لك أن تمتثل هداية التوفيق والإلهام أى تقبل هذا لحق لهيىء لك أسباب ذلك لذلك قال صلى الله عليه وسلم ( كلٌ ميسرٌ لما خلق له ) فالله ييسر لك الأسباب على ذلك كما يسرها لمن؟ لآدم فتاب الله عليه ليتوب فهيأ له الأسباب لذلك وأما ابليس عياذاً بالله تعالى فقد أستدل بالقدر (بما أغويتنى ) كأن الغواية جائت من الله عز وجل له دون سبب من ابليس بل السبب من ابليس ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا فسجدوا إلا أبليس (لما ) أبى واستكبر وكان من الكافرين ) نسأل الله السلامة والعافية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته