باب المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم53
سنن الترمذى
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ثور بن يزيد، عن مكحول، عن كريب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: «إذا كان غداة الاثنين فأتني أنت وولدك حتى أدعو لهم بدعوة ينفعك الله بها وولدك»، فغدا وغدونا معه فألبسنا كساء ثم قال: «اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا، اللهم احفظه في ولده». هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
قَوْلُهُ : ( أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ) الْخَفَّافُ أَبُو نَصْرٍ الْعِجْلِيُّ مَوْلَاهُمُ الْبَصْرِيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ صَدُوقٌ رُبَّمَا أَخْطَأَ أَنْكَرُوا عَلَيْهِ حَدِيثًا فِي فَضْلِ الْعَبَّاسِ يُقَالُ دَلَّسَهُ عَنْ ثَوْرٍ مِنَ التَّاسِعَةِ قَالَهُ الْحَافِظُ ( عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ ) الْحِمْصِيِّ قَوْلُهُ : " فَأْتِنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ " بِفَتْحَتَيْنِ وَبِضَمٍّ وَسُكُونٍ أَيْ : أَوْلَادُكَ " حَتَّى أَدْعُوَ لَهُمْ " أَيْ : لِلْأَوْلَادِ مَعَكَ ، قَالَ الطِّيبِيُّ : وَهُوَ كَذَا فِي التِّرْمِذِيِّ ، وَفِي جَامِعِ الْأُصُولِ ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْمَصَابِيحِ لَكُمْ . انْتَهَى ، وَالْمَعْنَى حَتَّى أَدْعُوَ لَكُمْ جَمِيعًا ( وَوَلَدَكَ ) أَيْ : وَيَنْفَعُ بِهَا أَوْلَادَكَ ( فَغَدَا ) أَيِ : الْعَبَّاسُ ( وَغَدَوْنَا ) أَيْ : نَحْنُ مُعَاشِرَ الْأَوْلَادِ ( مَعَهُ ) ، وَالْمَعْنَى : فَذَهَبْنَا جَمِيعُنَا إِلَيْهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فَأَلْبَسَنَا ) أَيِ : النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَمِيعَنَا ، أَوْ نَحْنُ الْأَوْلَادَ مَعَ الْعَبَّاسِ " مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً " أَيْ : مَا ظَهَرَ مِنَ الذُّنُوبِ وَمَا بَطَنَ مِنْهَا " لَا تُغَادِرُ " أَيْ : لَا تَتْرُكُ تِلْكَ الْمَغْفِرَةُ " ذَنْبًا " أَيْ : غَيْرَ مَغْفُورٍ " اللَّهُمَّ احْفَظْهُ فِي وَلَدِهِ " أَيْ : أَكْرِمْهُ وَرَاعِ أَمْرَهُ كَيْ لَا يَضِيعَ فِي شَأْنِ وَلَدِهِ ، زَادَ رَزِينٌ : " وَاجْعَلِ الْخِلَافَةَ بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ " ، قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ : أَشَارَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِذَلِكَ إِلَى أَنَّهُمْ خَاصَّتُهُ وَأَنَّهُمْ بِمَثَابَةِ النَّفْسِ الْوَاحِدَةِ الَّتِي يَشْمَلُهَا كِسَاءٌ وَاحِدٌ ، وَأَنَّهُ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَبْسُطَ عَلَيْهِمْ رَحْمَتَهُ بِبَسْطِ الْكِسَاءِ عَلَيْهِمْ وَأَنَّهُ يَجْمَعُهُمْ فِي الْآخِرَةِ تَحْتَ لِوَائِهِ ، وَفِي هَذِهِ الدَّارِ تَحْتَ رَايَتِهِ لِإِعْلَاءِ كَلِمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَنُصْرَةِ دَعْوَةِ رَسُولِهِ ، وَهَذَا مَعْنَى رِوَايَةِ رَزِينٍ : " وَاجْعَلِ الْخِلَافَةَ بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ " .