مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه358
مسند احمد
حدثنا عبد الصمد، حدثنا المستمر، حدثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يمنعن أحدا منكم مخافة الناس أو بشر، أن يتكلم بالحق إذا رآه أو علمه، أو رآه أو سمعه " (3)
علَّمَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أصحابَه رِضوانُ اللهِ عليهم وأُمَّتَه مِن بَعدِهم ألَّا تَأخُذَهم في اللهِ لَومةُ لائِمٍ، ولا تَمنَعَهم هَيبةُ النَّاسِ أنْ يَقولوا الحَقَّ إذا شَهِدُوه أو عَلِموه، ولو كانَ صاحِبُ المُنكَرِ ذا وَجاهةٍ، ومِن ذلك ما في هذا الحَديثِ، حيثُ يَرْوي أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: "لا يَمنَعَنَّ أحَدَكم مَخافةُ النَّاسِ"، أي: بسَبَبِ الحَياءِ منهم، أو هَيبَتِهم، أو أنْ يُنكِروا عليه أو يُعادُوه، "أنْ يَقولَ بالحَقِّ"، أي: يَنطِقَ به، ولا يَكتُمَه، "إذا شَهِدَه أو عَلِمَه"، أي: كانَ عِندَه عِلْمٌ بهذا الحَقِّ.
قالَ أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رَضِيَ اللهُ عنه: "فحَمَلَني على ذلك"، أي: فكانَ هذا الحَديثُ الذي رَوَيتُه عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَبَبًا "أنْ رَكِبتُ إلى مُعاويةَ"، أي: سافَرتُ إليه في الشَّامِ، وكانَ مُعاويةُ بنُ أبي سُفيانَ رَضِيَ اللهُ عنه حِينَئِذٍ خَليفةَ المُسلِمينَ، "فمَلَأتُ أُذُنَيْه" بالنَّصيحةِ والحَقِّ، "ثم رَجَعْتُ" إلى المَدينةِ.
وفي الحَديثِ: بَيانٌ لِإقامةِ الأمْرِ بالمَعروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكرِ .