مسند أبي هريرة رضي الله عنه 148
مسند احمد
حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك، أخبرنا يونس، عن الزهري، حدثني أبو أمامة بن سهل [ص:216]، أن أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أسرعوا بالجنازة، فإن كانت صالحة، قربتموها إلى الخير، وإن كانت غير ذلك، شر تضعونه عن رقابكم» . قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: «ووافق سفيان معمر وابن أبي حفصة» ،
جاء الإسلامُ مُؤكِّدًا على قِيمةِ النَّفسِ الإنسانيَّةِ منذُ مولدِها حتَّى مَوتِها، وقد تجلَّى ذلك في الأحكامِ الَّتي خصَّها بالمَيتِ، ويَظهَرُ هذا في صورةٍ واضحةٍ في اهتِمامِ الإسلامِ بجنائزِ الموتى ودَفْنِها ونَقْلِها إلى القَبرِ والبرزخِ
وفي هذا الحَديثِ يَروي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَر صحابتَه رَضيَ اللهُ عنهم أن يُسرِعوا بالجِنازةِ -والجِنازةُ اسمٌ للنَّعشِ الَّذي عليه المَيتُ-، فإنْ تَكُ صالحةً فخيرٌ يُقَدِّمونها إليه؛ لأنَّهم إنَّما يُسرِعون بها إلى نعيمِها وسعادتِها، وإلى رَوضةٍ مِن رياضِ الجنَّةِ، وإنْ كانتْ تلك الجنازةُ الشَّقيَّةُ شرًّا فوقَ أعناقِهم، فلْيُسارِعوا إلى التخلُّصِ منها
ويكونُ الإسراعُ بحيث لا يَنتَهي إلى شِدَّةٍ يُخافُ معها حدوثُ مَفسَدةٍ للمَيتِ، أو مشَقَّةٍ على الحاملِ أو المشَيِّعِ، ورُبَّما يكونُ مقصودُ الحديثِ ألَّا يُتباطَأَ بالمَيتِ عن الدَّفنِ؛ لأنَّ التَّباطُؤَ رُبَّما أدَّى إلى التَّباهي والاختيالِ
وفي الحديثِ: الحثُّ على الإسراعِ بالجِنازةِ لمصلحةِ المَيتِ إنْ كان سعيدًا، أو لمصلحةِ المشَيِّعينَ إنْ كان شَقيًّا