مسند أبي هريرة رضي الله عنه 88
مسند احمد
حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن يغار، المؤمن يغار، المؤمن يغار، والله أشد غيرا»
اللهُ سبُحانَه وتعالى متَّصِفٌ بصفاتِ الجَلالِ والكَمالِ، وقد حدَّ حدودًا وشرائِعَ، وأمر الأنبياءَ والمرسلين بتبليغِها؛ فأقام الحُجَّةَ على النَّاسِ وأعلَمَهم بالحَلالِ والحرامِ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالَى يَغارُ، وأنَّ غَيرتَه أنْ يَأتيَ المؤمنُ ما حرَّمَ اللهُ، ومعْناه: أنَّ غَيرتَه ثابتةٌ لأجْلِ ألَّا يَأتيَ المؤمنُ مَحارِمَه، وخَصَّ المؤمنَ دُونَ غيرِه؛ لأنَّ انتهاكَ المحارِمِ مِنَ المؤمنِ أعظَمُ مِن وُقوعِه مِن غَيرِه
وغيرةُ اللهِ تعالى من جِنسِ صِفاتِه التي يختَصُّ بها؛ فهي ليست مماثِلةً لغَيرةِ المخلوقِ، بل هي صفةٌ تليقُ بعَظَمتِه دونَ تكييفٍ أو تشبيهٍ أو تعطيلٍ
وفي الحَديثِ: إثباتُ صِفةِ الغَيرةِ للهِ سبحانه وتعالى
وفيه: التحذيرُ مِن اقترافِ المحَرَّماتِ