‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1408

مسند احمد

‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1408

حدثنا حسن، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي ربيعة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من عبد يبتليه الله ببلاء في جسده، إلا قال الله للملك: اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل، (3) فإن شفاه (4) غسله وطهره، وإن قبضه غفر له ورحمه "

فَضْلُ اللهِ عزَّ وجلَّ على عِبادِهِ المُؤمِنينَ عَظيمٌ، وفي هذا الحَديثِ يُوضِّحُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْضَ صُوَرِ هذا الفَضلِ مِن اللهِ تعالَى، فيُقرِّرُ أنَّه إذا ابْتَلى اللهُ العَبدَ المُسلِمَ بمَرَضٍ، أو ألَمٍ يَمنعُهُ مِن القيامِ بعَمَلِهِ، فصَبَر واحتَسَبَ أجْرَهُ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فإنَّ اللهَ سُبحانَه بفَضلِه وكَرَمِه يَأمُرُ المَلَكَ الموكَّلَ بالعَبدِ أنْ يَكتُبَ للعَبدِ المَريضِ أجْرَ ما كان يَعمَلُهُ وهو صَحيحٌ مُعافَى، فإنْ شَفاه اللهُ سُبحانَه مِن مَرَضِه، يَكُنْ قدْ غسَلَه وطهَّرَه مِن ذُنوبِه بسبَبِ صَبرِه واحْتِسابِه في مَرَضِه، وإنْ قبَضَه اللهُ وأماتَه بهذا المرَضِ، فإنَّه سُبحانَه يَغفِرُ ذُنوبَه الَّتي ارتَكَبَها في حَياتِه، ويَتفضَّلُ عليه برَحمَتِه سُبحانَه؛ وذلك لأنَّ المرَضَ قدَرٌ مِن اللهِ يَمنَعُ العبدَ العمَلَ، وهو مع رِضاهُ بقَدَرِ اللهِ يُعْطيهِ اللهُ، وهذا مِن رَحْمةِ اللهِ وكَرَمِه على عِبادِه، فيَنبَغي على العَبدِ أنْ يَجتهِدَ في الطَّاعاتِ، ويَبذُلَ الخَيرَ أيَّامَ صِحَّتِهِ، حتَّى إذا عجَز عنِ القيامِ به أجْرى اللهُ ثَوابَهُ عليه.