الدُّخولُ في الإسلامِ يَحمي الإنسانَ مِنَ القَتلِ، ويُعطيه حُقوقَ المُسلِمينَ كامِلةً، ما دامَ مُلتَزِمًا بالأحكامِ الظَّاهريَّةِ لِلإسلامِ، هذا في الدُّنيا، وفي الآخِرةِ يُجنِّبُه الخُلودَ في النارِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه: "أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ لِرَجُلٍ: أسلِمْ"، وفي رِوايةٍ لِأحمَدَ: "دَخَلَ على رَجُلٍ مِن بَني النَّجَّارِ يَعودُه، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا خالِ، قُلْ: لا إلهَ إلَّا اللهُ" يأمُرُه ويَدْعوه للإسلامِ؛ رَغبةً ورَحمةً منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالناسِ حتى يَأمَنوا عَذابَ اللهِ تَعالى، فقالَ الرَّجُلُ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أجِدُني كارِهًا"، أي: كارِهًا لِلدُّخولِ في الإسلامِ، وظاهِرُه أنَّ الرَّجُلَ لم يَمتَلئْ قَلبُه بحَقيقةِ الإسلامِ، وليس أنَّه يَكرَهُ الإسلامَ؛ لِمَا في قَولِه تَعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]، فقالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُوَجِّهًا ومُرشِدًا إلى الحَقِّ: "أسلِمْ وإنْ كُنتَ كارِهًا" ادخُلْ في الإسلامِ وإنْ كُنتَ تَكرَهُ ذلك؛ فإنَّ الدُّخولَ فيه يَجعَلُكَ تَراه وتَعلَمُ أحكامَه عن قُربٍ، فيَطمَئِنُّ به قَلبُكَ.
وفي الحَديثِ: دَليلٌ على صِحَّةِ الإسلامِ، مع نُفورِ القَلبِ عنه، وكَراهَتِه له، لكِنْ إذا دَخَلَ في الإسلامِ واعتادَه وألِفَه: دَخَلَ حُبُّه قَلبَه ووَجَدَ حَلاوَتَه.