مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه844
مسند احمد
حدثنا يحيى، عن حميد، ويزيد، أخبرنا حميد، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقدم عليكم أقوام أرق منكم أفئدة ". فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى، فجعلوا لما دنوا من المدينة (1) يرتجزون:[البحر الرجز]غدا نلقى الأحبه … محمدا وحزبه
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أنسُ بنُ مالكٍ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "يَقْدُمُ عليكم"، أي: يَأْتي عليكم، "قَوْمٌ رَقيقةٌ قُلوبُهُم" والمَعْنى أنَّ قُلوبَهم ذاتُ خشيةٍ واستكانةٍ سريعةِ الاستجابةِ والتأثُّرِ، سالِمَةٌ من الغِلَظِ والقَسْوةِ التي وُصِفَ بها بعضُ القَبائِلِ، قال أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فقَدِمَ أبو موسى الأشْعَريُّ والأشْعَريون" وهُمْ من أهْلِ اليَمَنِ، "فَجَعَلوا يَرْتَجِزون"، أي: يَنْشُدونَ "حينَ دَنَوْا"، أي: اقْتَرَبوا "مِنَ المدينَةِ مِنَ الرَّجَزِ: غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَصَحْبَهُ" وهذا مِن شِدَّةِ تَلَهُّفِهِم وشَوْقِهِم لِلَقاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصْحابِهِ في المدينَةِ.
وفي الحديثِ: مَنْقبةٌ وفَضْلٌ لأبي موسى الأشْعَرِيِّ وقَوْمِهِ.