مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه857
مسند احمد
حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام، حدثنا قتادة، ووكيع، حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " التفل في المسجد خطيئة، وكفارتها (3) أن يواريه "
نبغي للمُسلمِ تَعظيمُ المساجِدِ، وتَنزيهُها عن الأقذارِ والنَّجاساتِ، وعمَّا لا يَلِيقُ.
وفي هذا الحَديثِ يُبَيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ البُزاقَ والبُصاقَ على أرضِ المسجِدِ ذنْبٌ وإثمٌ يَستحِقُّ فاعلُه عقوبةَ اللهِ تعالى، وكفَّارَتُها دَفْنُها في الأرضِ وتَغْييبُها في التُّرابِ؛ فمَنِ ارتكَبَ هذه السَّيِّئةَ ونَدِمَ عليها، وأراد أن يَعفوَ اللهُ عنه ويَمْحوَ عنه سَيِّئتَه هذه؛ فلْيُبادِرْ إلى إزالَتِها مِن المسجِدِ، بدَفْنِها إنْ كانت أرضُه ترابًا، أو يَمْسَحُها منه حتَّى تَزولَ إنْ كان مَفروشًا.
والبُصاقُ في المسجدِ خَطأٌ؛ لأنَّ فيه إهانةً لبُيوتِ الله عزَّ وجلَّ الَّتي أمَرَ تعالى أن تُرفَعَ ويُذْكَرَ فيها اسمُه، ولأنَّه أيضًا إيذاءٌ للمُصَلِّينَ؛ فقد يَسجُدُ المصلِّي عليه وهو لا يشعُرُ به، وقد يَتقزَّزُ إذا رآهُ وتتكَرَّهُ نفْسُه.
وقد بيَّنَتْ رِوايةُ الصَّحيحَينِ أنَّ الَّذي تَغلِبُه نفْسُه بالبُصاقِ ونحوِه؛ فإنَّه يَبصُقُ عن يَسارِه، أو تحتَ قدَمِه، أو في طرَفِ ثَوبِه.