مسند الزبير بن العوام رضي الله عنه 14
حدثنا عفان، حدثنا المبارك، حدثنا الحسن، قال: جاء رجل إلى الزبير بن العوام، فقال: ألا أقتل (1) لك عليا؟ قال: لا، وكيف تقتله ومعه الجنود؟ قال: ألحق به فأفتك به. قال: لا. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن "
قَوْلُهُ : "أَأَقْتُلُ لَكَ ؟ " : - عَلَى لَفْظِ الِاسْتِفْهَامِ - .
أَلْحَقُ بِهِ " : عَلَى أَنِّي مِنْ عَسْكَرِهِ .
"فَأَفْتِكُ بِهِ " : كَيَضْرِبُ وَيَنْصُرُ ، وَالْفَتْكُ : هُوَ أَنْ يَأْتِيَ صَاحِبَهُ وَهُوَ غَافِلٌ ، فَيَشُدَّ عَلَيْهِ فَيَقْتُلَهُ .
"قَيْدُ الْفَتْكِ " : أَيْ : مَانِعٌ عَنْهُ ، وَالْمُرَادُ : إِيمَانُ الْفَاعِلِ أَوِ الْمَفْعُولِ ، وَالْأَوَّلُ أَنْسَبُ بِقَوْلِهِ .
"لَا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ " : عَلَى بِنَاءِ الْفَاعِلِ ; أَيْ : إِيمَانُهُ يَمْنَعُهُ عَنِ الْفَتْكِ ، وَهُوَ خَبَرٌ فِي مَعْنَى النَّهْيِ ، وَيَجُوزُ جَزْمُهُ عَلَى النَّهْيِ .
وَأَمَّا قَتْلُ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ وَغَيْرِهِ بِأَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَبْلَ النَّهْيِ ، أَوْ هُوَ مَخْصُوصٌ بِهِ بِأَمْرٍ سَمَاوِيٍّ ; لِمَا ظَهَرَ مِنْهُمْ مِنَ الْغَدْرِ وَالْأَذَى .
وَفِي "الْمَجْمَعِ " : فِيهِ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، وَهُوَ ثِقَةٌ ، إِلَّا أَنَّهُ يُدَلِّسُ ، وَلَكِنْ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ .