مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 356
مسند احمد
حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا عباد بن عباد، عن محمد بن عمرو، عن سعيد بن الحارث الأنصاري، عن جابر بن عبد الله قال: «كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، فآخذ قبضة من حصى في كفي لتبرد، حتى أسجد عليه من شدة الحر»
في هذا الحَديثِ بَيانُ ما كان عَليه حالُ الصَّحابةِ مَعَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مُحافظَتِهم على الصَّلواتِ في أوقاتِها ولو كان الوقتُ شَديدَ الحَرِّ، فكانوا يُصَلُّونَ مَعَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صَلاةَ الظُّهرِ في أوَّلِ وقتِها عِندَ شِدَّةِ الحَرِّ، حتَّى كانوا يُبَرِّدونَ الحَصى التي يَسجُدونَ عَليها ليَقيَهم منَ الحَرِّ، يَقولُ جابرٌ رَضِيَ اللهُ عنه: إنَّه كان يَأخُذُ بيَدِه مَجموعةً منَ الحَصى، وكان الحَصى حارًّا، ثمَّ يَنقُلُها إلى يَدِه الأخرى حتَّى تَبرُدَ حتَّى يَسجُدَ عَليها فلا تُلامِسَ جَبهَتُه الحَرَّ
وفي الحَديثِ تَعجيلُ صَلاةِ الظُّهرِ
وفيه أنَّ السُّجودَ يَكونُ على الجَبهةِ
وفيه أنَّ العَمَلَ اليسيرَ لا يُبطِلُ الصَّلاةَ
وفيه مُراعاةُ الخُشوعِ في الصَّلاةِ؛ لأنَّهم فعَلوا ذلك لإزالةِ التَّشويشِ من حَرارةِ الأرضِ
وفيه أنَّ الصَّحابةَ كانوا يُصَلُّونَ على الأرضِ، وأنَّ المَسجِدَ لم يَكُنْ فيه حَصيرٌ