مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 649
مستند احمد
حدثنا عبد الوهاب يعني ابن عطاء، أخبرنا أسامة بن زيد الليثي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد، فإذا فيه قوم يقرءون القرآن، قال: «اقرءوا القرآن، وابتغوا به الله، من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح، يتعجلونه، ولا يتأجلونه»
القُرآنُ فَضْلُهُ كبيرٌ، وأجرُهُ عَظيمٌ؛ فلا يَنْبغي للعبدِ أنْ يَطْلُبَ بالقرآنِ شيئًا مِنَ النَّاسِ، بَلْ يَطْلُبُ مِنَ اللهِ تعالى
وفي هذا الحديثِ: أنَّ عِمرانَ بنَ حُصينٍ رضِيَ اللهُ عنه مَرَّ على "قاصٍّ"، أي: رَجُلٍ يَحْكي القَصصَ والأخبارَ ويقولُ المواعِظَ، "يَقْرأُ" القُرآنَ، "ثُمَّ سأل" النَّاسَ، أي: طَلَبَ منهمْ شيئًا مِن مالِ الدُّنيا بالقُرآنِ، "فاسْتَرجَعَ" عِمرانُ بنُ حُصينٍ، أي: قال: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ! لأنَّه رأى بِدْعةً، وهي أنَّ هذا الرَّجُلَ القاصَّ يَسألُ مِنْ أموالِ النَّاسِ بالقُرآنِ ولا يَسألُ اللهَ تعالى
"ثُمَّ قال" عِمْرانُ بنُ حُصينٍ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: مَنْ قَرَأَ القُرآنَ، فليَسألِ اللهَ بِهِ"، أي: ليَطْلُبْ بالقُرآنِ مِنَ اللهِ تعالى ما شاء مِنْ أمورِ الدُّنيا والآخِرةِ ولا يَطْلُبْ مِنَ النَّاسِ بالقُرآنِ شيئًا، وقيل: معنى يَسألُ: أنَّه كُلَّما قَرَأَ آيةَ رَحْمةٍ سألَها اللهَ تعالى، وكلَّما قَرَأَ آيةَ عذابٍ تعوَّذَ باللهِ تعالى منها، وقيل: يَدْعو بَعْدَ الفراغِ مِنْ قراءةِ القرآنِ؛ "فإنَّه سيَجِيءُ" بعد ذلك، "أقوامٌ" من النَّاسِ، "يقرؤونَ القرآنَ" لا للأَجْرِ مِنَ اللهِ ولا لسؤالِ اللهِ تعالى، بَلْ "يَسألونَ بِهِ النَّاسَ" بلسانِ الحالِ أو بلِسانِ المَقالِ
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِنْ سؤالِ الدُّنيا ممَّا يُبْتغى بِهِ الآخرةَ