مسند عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه 12
![مسند عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه 12](https://ghondur.com/a/uploads/images/202209/image_750x_6334bb317a511.jpg)
حدثنا أبو سلمة يوسف بن يعقوب الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف، أنه قال: إني لواقف يوم بدر في الصف، نظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما، فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت: نعم، وما حاجتك يا ابن أخي؟ قال: بلغني أنه سب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده لو رأيته لم يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، قال: فغمزني الآخر فقال لي مثلها، قال: فتعجبت لذلك، قال: فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت لهما: ألا تريان هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، فابتدراه فاستقبلهما، فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبراه فقال: " أيكما قتله؟ " فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، قال: " هل مسحتما سيفيكما؟ " قالا: لا، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، في السيفين فقال: " كلاكما قتله " وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، وهما معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ ابن عفراء
قَوْلُهُ لَوْ كُنْتُ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا : - بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَالْعَيْنِ - ; أَيْ : أَقْوَى ، وَاسْمُ التَّفْضِيلِ إِذَا اسْتُعْمِلَ بِمَنْ يَكُونُ مُفْرَدًا لَفْظًا ، وَإِنْ أُرِيدَ بِهِ الْمُتَعَدِّدُ ، فَلَا يُرَدُّ أَنَّهُ كَيْفَ دَخَلَ عَلَيْهِ "بَيْنَ" مَعَ أَنَّهُ لَا يُضَافُ إِلَّا إِلَى مُتَعَدِّدٍ ؟
سَوَادِي سَوَادَهُ : أَيْ : شَخْصِي شَخْصَهُ .
الْأَعْجَلُ : الْأَقْرَبُ أَجَلًا .
فَلَمْ أَنْشَبْ : أَيْ : فَلَمْ أَلْبَثْ كَثِيرًا إِلَى أَنْ نَظَرْتُ .
يَزُولُ " : - بِالزَّايِ وَالْوَاوِ - ; أَيْ : يَتَحَرَّكُ وَيَنْتَقِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ .
فَابْتَدَرَاهُ : أَيِ : اسْتَقْبَلَاهُ .
وَقَضَى بِسَلَبِهِ : أَيْ : لِأَنَّهُ أَثْخَنَهُ أَوَّلًا ، فَاسْتَحَقَّ السَّلَبَ ، وَمَعْنَى :
كِلَاكُمَا قَتَلَهُ : أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ ، وَأَمَّا الْإِثْخَانُ وَإِخْرَاجُهُ عَنْ كَوْنِهِ مُمْتَنِعًا ، فَإِنَّمَا وُجِدَ مِنْ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ .